إن انتشار استخدام التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال، فرض واقعًا جديداً أو فضاء رقميا يسمى بالفضاء السيبراني أو الافتراضي، أثر هذا الفضاء على حياة الأشخاص والمؤسسات، حيث يمكن للأفراد التواصل مع بعضهم البعض عبر الحدود والزمان، وتبادل الأفكار والمعلومات بسهولة وسرعة، فترتبت عنه آثاراً إيجابية عدة مثل تعزيز التعليم والابتكار، من خلال موارد تعليمية متاحة عبر الإنترنت ومنصات التعلم الإلكتروني، وفرص التواصل مع خبراء ومبتكرين من مختلف أنحاء العالم، لكن وبالمقابل أنتج العديد من الظواهر السلبية، لعل أهمها انتشار الجرائم الإلكترونية، أو كما تسمى أيضا جرائم الإنترنت، أو جرائم الكمبيوتر، أو جرائم المعلوماتية والتي تطوّرت بالتزامن مع التطورات التي تطرأ على التقنيات والتكنولوجيا والتي لا يقتصر استخدامها على الإنسان الخير بل كذلك الإنسان الشرير الذي قد يوصف كمجرم لسعيه وراء أطماعه واقتناصه الفرص لتحقيق أغراضه غير المشروعة، ولا يتوانى عن استغلال التقنية لتطوير قدراته الإجرامية باستخدام شبكة المعلوماتية كوسيلة سهلة لتنفيذ العمليات الإجرامية، مما يلحق ضررا بالآخرين.