تشكل ظاهرة التعريف والتنكير إحدى أهم العقبات التي تواجه الطلاب الصينيين عند تعلمهم اللغة العربية؛ نظراً لما بين اللغتين من اختلاف واضح في طرق تحديد التعريف والتنكير، فاللغة الصينية لا تفرق بين المعرفة والنكرة، ولا تمتلك أداة للتعريف كما في العربية التي تشكل فيها ظاهرة التعريف مكونا أساسيا من مكوناتها النحوية، تتوقف عليه عملية الفهم والإفهام ويتداخل مع العديد من المركبات النحوية الأخرى.[1] وتزداد العقبات عندما نعرف أن الاختلاف كبير بين اللغتين في أنظمة الكتابة والأصوات والصرف والتراكيب.[2]
وتسعى هذه الدراسة إلى تحديد أهم السياقات التركيبية التي يصعب فيها استعمال (أل) التعريف على متعلمي العربية من الطلاب الصينيين.
([1]) فصَّل النحاة في أقسام أل تفصيلا كثيرا (انظر: ابن عقيل، بهاء الدين عبد الله (1988): شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك. تحقيق: محي الدين عبد الحميد، القاهرة: دار التراث العربي؛ حسن، عباس (1975): النحو الوافي، القاهرة: دار المعارف المصرية. حسن، 1975، ج1: 422-423).
([2]) لمزيد من المعرفة عن الصعوبات والتحديات التي يواجهها الطلاب الصينيون الدارسون للغة العربية- ينظر: علي، محمد محمود عبد القادر وآخرون: التخطيط اللغوي لتطوير تعليم اللغة العربية في الصين، المؤتمر الدولي الرابع حول العلاقات العربية الصينية التاريخ والحضارة جامعة قناة السويس - كلية الآداب، ص 188.