إذا أردنا أن نكشف عن حقيقة فريضة الحج، ومكانتها عند السادة الصوفية، فإن أول ما يطالعنا عندهم هو التأكيد على ضرورة القيام بها حال تحقق شروطها في العبد؛ ولذلك قال الإمام الطوسي:"إن أول آداب الصوفية الاهتمام بحجة الإسلام، والتوجه إليه بأي وجه يجد السبيل إليه والاستطاعة؛ وبحيث لا يركن العبد إلى سعة وطلب الرخصة في الجلوس بإعدام الزاد والراحلة، إلا أن يقعده عن ذلك فرض لازم، ولذا فقد جاء هذا البحث ليتناول المسائل الفقهية المتعلقة بالحج من خلال كتب تراجم السادة الصوفية، فعادةً تؤخذ المسائل الفقهية من كتب الفقه، لكن هذا البحث يلفت النظر إلى أن كتب تراجم السادة الصوفية حوت مسائل فقهية، واعتمد البحث على آليات كل من المنهج الاستقرائي، والمنهج التحليلي، وتوصل إلى جملة من النتائج كان من أبرزها احتواء كتب تراجم السادة الصوفية على مسائل فقهية متعلقة بالحج، كما أن السادة الصوفية لم يعتمدوا مذهبًا واحدًا، بل تنوعوا في تقليد المذاهب الفقهية، وكان من أبرز توصيات الدراسة أنه ينبغي بذل جهود علمية مستمرة في كتب التراجم، فهي حافلة بمسائل في شتى فروع العلوم.