يعد البحث العلمي استثمار حقيقي وليس ترف أكاديمي، فالبحث العلمي في المجتمعات المتقدمة يجد الدعم السخي من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية كونه يتحول في النهاية إلى منتج استثماري داعم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتتجلى أهمية البحث العلمي فيما يصل إليه من براءة اختراع وتكنولوجيا، ومنتج في شكل سلعة أو خدمة، هذا ما يجعله يبقى ويدوم تأثيره ونجاحه، وإلا لو ظل حبيس الأوراق التي كتب عليها، فبعد بضعة سنوات يقال عنه بحث قديم، وتضيع قيمته ويموت ما به من أفكار، ولا أحد من الباحثين يرجع إليه كمرجع في الاستشهادات العلمية حيث مر عليه العديد من السنوات، ومن ثم من يريد لبحثه وعلمه ومجهوده البقاء والنفع، عليه أن يحول الأفكار إلى منتج أو تكنولوجيا، أي إلى تطبيق يدوم، وهذا ما تنادي به استراتيجية الرسملة، أي العمل على زيادة رأس المال، وفي هذا السياق هدف البحث الحالي إلى الوقوف على أحد آليات تطبيق البحث العلمي وهي الشركات الناشئة من الجامعة؛ وذلك بتوضيح مفهوم شركات الجامعة ومبرراتها ورسالتها، ورؤيتها الاستراتيجية والعائد منها، والقيم الحاكمة، والأهداف الاستراتيجية لها، وأهم المعوقات والمقومات لنجاح هذه الشركات الجامعية، كل هذا في ضوء استراتيجية الرسملة، واستخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي للتوصل إلى إطار حاكم لعمل شركات الجامعة في ضوء استراتيجية الرسملة