نطقت العرب على فطرتها وسجيتها فانتقت ما يناسب ذوقها، وطرحت ما لم يتفق معها، وقد اجتمعت عدة أسباب وعوامل بيئية ونفسية واجتماعية في تركيب مزاجها، وتكوين ذوقها واختيارها، وكان لازدهار الحركة العلمية في الدولة الإسلامية فيما بعد، إضافة لأسباب دينية وقومية في سبب اجتماع العلماء في دراسة اللغة العربية محاولة منهم لحدها وحفظها من التبعثر والضياع ، واللحن والأخطاء، ومن  الطبيعي أن تخلق هذه المرحلة عدة مدارس واتجاهات ومذاهب علمية اتخذت كل واحدة  منهجها الخاص بها وعرض الكثير من المسائل العلمية، وكان  من بين هذه  المسائل التي أخذت حيزا من الدراسة  لدى علماء العربية كم الاستفهامية والخبرية، ولذلك آثرت أن يكون موضوع هذه الدراسة «كم بين الاستفهام والخبر» دراسة نحوية تطبيقية على بعض آي القرآن، فهذا الموضوع من الموضوعات المهمة التي تستوجب الوقوف عندها، وتفسير ظواهرها واستعمالاتها المتنوعة، ومتابعة حالات تداولها في الأساليب العربية بدءًا بدلالتها وأصلها من حيث الإفراد والتركيب مرورًا بنوع مميزها، وحالاته من حيث الإفراد والجمع، واستعراض آراء العلماء، ومحاولة حدها وتفصيلها، وفهمها واختيار الراجح منها.