رثى شاعر الشام ( خليل مردم بك ) شاعرين كبيرين من شعراء العربية
( المتنبي– وشوقي)، في قصيدتين مختلفتين، وقد هدف البحث إلى تحديد صور المعنى الواحد في المرثيّتين، والوقوف عليهما تحليلا وموازنة، واتَّبعت في هذا البحث المنهج التحليلي النقدي، وكان المنهج التحليلي حاضرا في دراسة الفنون البلاغية وبيان دورها في أداء المعنى، أما المنهج النقدي فقد ظهر جليّا في الدراسة الموازنة بين الصور المشتركة، وقد اتّبع البحث الإجراءات التالية: قمت بتحديد صور المعنى الواحد في المرثيتين ، ووضعها في مباحث يندرج منها مطالب، صدّرت كل مطلب بمدخل ، أتبعته بالأبيات التي قيلت في المتنبي مشفوعة بتحليل أدبي موجز ، ثم تلته الأبيات التي قيلت في ( شوقي ), استخرجت الفنون البلاغية التي قامت عليها كل صورة من الصور ، مبينا دورها في أداء المعنى ومطابقتها لمقتضى الحال، وختمت بالدراسة الموازنة، مرجّحا بين الصور إذا كان المقام يقتضي الترجيح، وإلا فقد أظهرت جمال التصوير في كلّ بدون ترجيح، وكان من أبرز نتائج البحث: أن صور المعنى الواحد بين القصيدتين كانت على النحو التالي: الإشادة بثراء الأغراض الشعرية وتنوعها، وتحقيق المنزلة الأدبية وسمو الملكة البيانية، والدفاع عن العروبة والإسلام ومواجهة أعداء الأمة، وتصوير بعض مظاهر التصدّي لمِحَن الأمة وأزماتها، والتعبير عن خلود الذكرى وبقاء الأثر.