ينطلق مصطفى صادق الرافعي في شاعريته من رؤية عربية أصيلة تهيم بالطريقة اللغوية الجمالية التي تأسر المتلقي ببراعة التصوير، ومتانة التركيب، وجزالة الألفاظ، وسحرالإيقاع، ولما كان التصوير الشعري ضاربًا بجذوره في أعماق التراث العربي منذ بدايته، فإن الرافعي قد حذا حذو القدماء في الاهتمام به، والاحتشاد له بكل طاقاته الفنية، وعدته البيانية حتى أخرج لنا صورًا شعرية تفيض روعة وجلالًا، ودقة وإحكامًا، ولئن كان القالب الإضافي التصويري القائم على ضم كلمة إلى أخرى لإنتاج دلالة جديدة قالبًا تراثيًا قديمًا وظفه الشعراء العرب منذ القدم، وأبدعوا من خلاله صورًا جمالية كما نراه جليًا في شعر أبي تمام، فإن مصطفى صادق الرافعي قد وظَّفَ هذا القالب كذلك، وصَبَّ فيه من الألفاظ المصورة التي تنتج من تضامها دلالات موحية، وإيحاءات ثرية، ما جعل له خصوصية ناتجة عن براعته في تطويع اللغة، وقدرته على التصرف فيها، وانتقاء الألفاظ الدقيقة المعبرة، وتقديم تراكيب إضافية عميقة الدلالة، بليغة الأثر، مصورة بدقة للمعنى المقصود ومنسجمة مع السياق الكلي بما ينتزع من المتلقي التفاعل والتأثر، وقد قسمت البحث إلى مقدمة وتمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة وفهارس، تحدثت في المقدمة عن أهمية الموضوع وأسباب اختياره، والمنهج المتبع، وتحدثت في التمهيد عن التعريف بالشاعر وكذلك التركيب الإضافي، ثم قسمت البحث إلى ثلاثة مباح، المبحث الأول بعنوان: بلاغة التصوير بالتركيب الإضافي التشبيهي في شعر الرافعي، ويشتمل على مطلبين، الأول: بلاغة التصوير بالتركيب الإضافي الجامع للطرفين الثاني: بلاغة التصوير بالتركيب الإضافي الواقع مشبهًا به، المبحث الثاني: بلاغة التصوير بالتركيب الإضافي الاستعاري، المبحث الثالث: بلاغة التصوير بالتركيب الإضافي الكنائي، ثم جاءت الخاتمة وفيها أهم النتائج التي توصل البحث إليها.