تهدف الدراسة إلى محاولة فهم آيات القرآن الكريم، وتدبر معانيه ومقاصده, وقد جمعت هذه الدراسة بعضا من الآيات القرآنية التي تشتمل على الحركة، والوقوف على بعض أسرارها البلاغية التي تعين السامع على فهم المقصود والمراد منها، ونحن نسير في إبراز هذه المسألة المهمة، ولتحقيق هذه الأهداف قام البحث ببيان مفهوم الحركة, وتحرير المصطلح, مع بيان أهميتها في السياق من خلال الآيات القرآنية التي تشتمل على صورة الحركة، والوقوف على دور البلاغة العربية في بيانها؛ لفهم المراد من هذه الآيات، والوقوف على معناها, وصولا إلى الغاية المنشودة من ورائها، ولطبيعة البحث فقد سلكت منهجا يبدأ بذكر الآيات، وينتقل إلى إجمالي القول في معناها من دراستها دراسة تجعل من القاعدة البلاغية وسيلة للكشف عن بعض أسرار الذكر الحكيم حتى تسهم في تلقي هذه المعاني بسهولة لدى القارئ، وقد قاد المنهج البحث إلى بعض النتائج من أهمها: تنوع الحركة في القرآن بين مشهد وآخر، لتضع المتلقي أمام مشهد يبرز رغبته في معرفة حقيقة الأشياء والبحث عنها، للتصوير الحركي دوره في فهم المعنى المراد من السياق، فلا تصل إلى المعنى إلا به، ارتبطت الحركة ارتباطا وثيقا بالصورة، لتبرز المعنى مشاهدا جزئيا يتناسب مع الموقف عند تلقي هذه المعاني من النظم القرآني، فأحيانا تجد اقتران الحركة بصورة لا وجود لها في العالم الخارجي، وإنما جاء بها لتنفر قلوب السامعين ممن وقع فيها، لما عاهدته الناس في بعض كلامهم من أمور تثير الرعب، فقد جاء القرآن واصفا بعضا من المشاهد كأنها واقعة محققة، وهذا أبلغ في التصوير وألطف في المعنى لما فيه من إعمال الفكر.