يأتي البحث ليميط اللثام عن الأمراض المعنوية التي ذكرت في (القرآن العظيم) والتي تصيب الإنسان فتخرج نفسه أو قلبه عن حد الاعتدال فيضحى غير سويٍّ فيما ينبغي له أن يفعله بنفسه أو بالآخرين من حوله، ويوضح البحث معانيها، وكيف تطغى آثارها على الشخص والمجتمع من خلال ذكر ما تفعله بصاحبها ومجتمعه من آثار سلبية تظهر في البخل أو النفاق أو القسوة أو الرهبة أو السحت، أو غير ذلك مما سيأتي تباعًا في ثنايا البحث، والبحث محاولة لاستجلاء ظواهر المرض فيما نصت عليه الآيات التي جاء فيها. وإلى ذلك يحاول البحث استجلاء المضمرات القولية التي تقبع خلف كل مرض معنوي وإيضاحها في كل آية تضمنت مرضاً معنوياً في صورة موجزة، واستنطاق الخطاب القرآني لاستنتاج أمور وقضايا أتت في كل مرض معنوي لتكشف حقيقة ما أو أمر ما، ولهذا فـ(القرآن الكريم) وضع أسسًا وقوانين ليتجنب الإنسان تلك الأمراض المقيتة، وليجنب نفسه والمجتمع شرورها التي تعود بالوبال على صاحبها، سواءً كانت متعلقة بالنفس كالسحت أم السحر أم البخل أم السرقة أم الإسراف إلى آخر ما ذكر من أمراض معنوية متعلقة بالنفس، أو متعلقة بالقلب كالرهبة أم الخوف أم النفاق
أم الرعب أم غير ذلك مما ذكر من أمراض معنوية تتعلق بالقلب. والبحث يؤكد ويثبت بقوة أن (القرآن الكريم) وقد أنزل من لدن (عليم خبير)، يجب التمسك بمنهجه، والسير على أوامره، واجتناب نواهيه، فإنه ما جاء لشقاء البشرية أبدًا، والله الموفِّقُ.