الأفلاج الداؤودية بولاية نزوى بسلطنة عُمان: الفلجان دارس والخطمين أنموذجًا دراسة آثارية معمارية

ملخص البحث:

تُمثل الأفلاج العُمانية وعلى مدار تاريخ سلطنة عُمان العريق دورًا مهمًا ورئيسًا في تحقيق النهضة العُمانية في مجالات عدة، فكان لاستدامة واستمرارية تلك المواقع الأثرية التراثية المهمة المتمثلة في هذه الأفلاج المنتشرة في جميع ربوع سلطنة عُمان الفضل في تقديم وظيفتها الأصيلة منذ القدم حتى الآن من التنمية الزراعية والعمرانية بجانب توفير المياه لجميع الأغراض الحياتية المختلفة. والفلج مصطلح محلي يطلق على قناة مائية لها مصدر من فجوة في مكان مرتفع في طبقة صخرية، ومنها تمتد قناة مسافة أميال عديدة حتى تصل الى أرض قابلة للزراعة، وجاءت منه الفلوجة ويقصد بها الأرض المصلحة للزراعة، وتم انشاء الأفلاج بأسلوب يدل على مهارة معمارية متقدمة؛ إذ تتكون الأفلاج من بئر أم، ومنه تجر قناة تنحدر في اتجاه الأرض المنبسطة تتصل بفتحات رأسية على مسافات مختلفة، وقد يستمد الفلج مياهه من قيعان بعض الوديان التي تتجمع فيها مياه الأمطار، أو من ينابيع يتفجر منها الماء، وتشكل الأفلاج بسلطنة عُمان منظومة هندسية متكاملة. إذ تشتهر سلطنة عُمان بامتلاكها لعدد كبير من الأفلاج التي تتنوع نظرًا لتنوع مصادرها، والتي يمكن إجمالها في ثلاثة أنواع نسبة إلى منبع الفلج، وهي: الأفلاج الداوودية، والأفلاج الغيلية، والأفلاج العينية.

ويركز البحث على نوع الأفلاج الداؤودية بولاية نزوى إحدى ولايات محافظة الداخلية بسلطنة عُمان، موضحاً لأثنين من الأفلاج العُمانية التاريخية المهمة التي تنتمي إلى نوع الأفلاج الداؤودية وتقع بولاية نزوى وهما: الفلجان دارس والخطمين؛ ونظرًا للأهمية التاريخية لهذين الفلجين فقد عملت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة التربية والثقافة والعلوم على إدراجهما ضمن قائمة التراث العالمي.