يقدم هذا البحث دراسة جديدة لثلاثة نقوش أثرية كتابية مثبتة علي الجدران الخارجية للمسجد الجامع القديم بقرية "جينوخ" في جنوب دولة داغستان حالياً، وهي تؤرخ النقوش لعدد من الأحداث السياسية والحربية الهامة للمدينة. وفي إطار التكامل بين دراسة التاريخ والآثار تقدم الدراسة دليلاً أثرياً للعديد من التغيرات السياسية التي حدثت في عصر هيمنت فيه روسيا القيصرية علي إقليم داغستان، وما كان من المسلمين آنذاك إلا المقاومة لمحاولات طمس الهوية وكان سلاحهم الثورة والجهاد بقيادة "الإمام شامل الداغستاني".

وتقدم هذه الدراسة دلائل الجهاد والفتح لمدن "كمرين" و"آجار" في عام (1276هـ/ 1859م) وتأسيس المسجد وهدم القلعة (1264هـ/ 1848م)؛ وتوثق لتجديد مسجد "الإمام شامل" في عام (1302هـ/ 1885م) ؛ وتوثيق خروج مساعده "غازي محمد كمراوي" للحرب ضد الروس، ثم رجوع "الإمام شامل" ووفاته عام (1288ه/ 1871م)؛ وتقدم الدراسة تحليلاً للنقوش الأثرية من حيث الشكل والمضمون.

حددت الدراسة مجال البحث التاريخي لعدد ثلاث نقوش أثرية مثبتة علي الواجهات الخارجية للمسجد الجامع القديم بقرية جينوخ عاصرت فترة الحرب الروسية علي المسلمين في القرن الثالث عشر الهجري التاسع عشر الميلادي، وحددت مجال البحث الجغرافي في قرية جينوخ بدولة داغستان مع المقارنة بالنقوش المعاصرة ودلالاتها من حيث الشكل والمضمون.