تتناول هذه الدراسة الأزمة الأوكرانية الروسية وتأثيراتها الجيوسياسية على الأمن العالمي والعلاقات الدولية. تهدف الدراسة إلى تحليل الوضع الحالي للأزمة، استكشاف العوامل المؤثرة في تطورها، واستشراف السيناريوهات المستقبلية المحتملة لها. كما تتناول الدراسة آثار النزاع على الاستقرار السياسي والاقتصادي في أوروبا والعالم، بالإضافة إلى الضغوط الداخلية التي تواجهها روسيا نتيجة للعقوبات الاقتصادية والتحديات السياسية. وتم تقسيم الدراسة إلى عدة محاور رئيسية تشمل:

- التحليل العسكري والاقتصادي للأزمة: حيث تم تقييم الأبعاد العسكرية للنزاع وأثرها على توازن القوى في المنطقة، بالإضافة إلى تأثير العقوبات الاقتصادية على الاقتصاد الروسي والدول الأوروبية.

- السيناريوهات المستقبلية: تم تحديد ثلاث سيناريوهات رئيسية لمستقبل الأزمة وهي استمرار النزاع لفترة طويلة، التوصل إلى تسوية دبلوماسية، أو تصعيد النزاع إلى صراع أوسع يشمل القوى الدولية الكبرى.

- الضغوط الداخلية على روسيا: تم استعراض التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن العقوبات، وأثرها على الوضع السياسي الداخلي في روسيا، ومدى تأثير هذه الضغوط على اتخاذ القرارات بشأن استمرار الحرب.

وقد توصلت الدراسة إلى أهمية تعزيز التعاون الدولي لإيجاد حلول سلمية للنزاع، وتفعيل الدبلوماسية متعددة الأطراف، بما في ذلك وساطات من دول محايدة مثل تركيا والصين، كما أوصت بتقديم الدعم لأوكرانيا بطريقة متوازنة تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الإنسانية، مع إدارة العقوبات الاقتصادية بحذر كأداة للتفاوض.

أكدت الدراسة على ضرورة إعادة التفكير في استراتيجيات المجتمع الدولي تجاه الأزمات الجيوسياسية المعقدة، مع التأكيد على أهمية الحوار بين الأطراف المعنية وتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى مواجهة دولية أوسع.