خَلْقُ الإنسانِ هو الإيجادُ, وإعطاؤه ما يؤهله لأداء وظيفته الكونية هو الإمداد, والإيجاد والإمداد نعمتان متلازمتان من فضله عز وجل.
ومما أمد الله عز وجل به الإنسانَ, بل سخره له كما سخر الشمسَ والقمرَ والنجومَ: الحيوانُ, وقد أثبتت الشريعة الإسلامية بتشريعاتها, وفقهها نصاً واستنباطا أبعاداً إنسانية في التعامل مع الحيوان حقاً له, ورفقاً به, بما يُمَكِّنُ الإنسانَ من الانتفاع به واستغلاله على الوجه المأذون له فيه شرعا, ومِن جُمْلة هذه الحقوق: حق الحياة, وحق النفقة, وحق الرعاية وغيرُها.
وقد أُثبتت هذه الحقوق بعدة نصوص قرآنية وحديثية, وآثارٍ سلفية, وأحاطتها بما يَكْفُل لها التطبيق, ويمنع عنها الإضاعة والاعتداء عليها.
والحيوان هو: كل ما سوى الإنسان مما فيه روح ويمكنه التكاثر والحركة, مملوكاً للإنسان أو غير مملوك, دب على الأرض, أو سبح في الماء, أو طار في الهواء.
ويُثبت هذا البحثُ أبعاداً إنسانية في التعامل مع الحيوان مستقاةً من الشريعة وفقهها, وتعامل السلف الصالح ومَن سار على دربهم مع الحيوان, وجوبًا تارة, واستحبابًا تارة أخرى؛ وواقعاً عملياً لا مجال فيه لافتعال متخيِّل, أو تلفيق مُنتحِل, بل هو الحقُّ المجردُ عن كل قناع, وماذا بعد الحق إلا الضلال؟.
وقد جاء البحث مشتملاً على: مقدمة, وتمهيد, وثلاثة مباحث, وخاتمة.
أما المقدمة: فقد اشتملت على: أسباب كتابة البحث, وتساؤلاته, وأهدافه, وأهميته, وحدوده, والمنهج المتبع في كتابته, وهيكله وخطته.
وأما التمهيد: فقد اشتمل على مصطلحاتِ ومفاهيم البحث.
وأما المباحث فقد جاءت على النحو التالي:
المبحث الأول: مصادر البعد الإنساني في التعامل مع الحيوان في الفقه الإسلامي
المبحث الثاني: مظاهر البعد الإنساني في التعامل مع الحيوان في الفقه الإسلامي
المبحث الثالث: ضمانات البعد الإنساني في التعامل مع الحيوان في الفقه الإسلامي
الخاتمة: وفيها أهم نتائج البحث, وتوصياته, وثبت المراجع والمصادر
وختاما, أدعو الله تعالى أن يتقبلنا وما كتبنا بقبول حسن, وأن يجنبنا الخطأ والزلل؛ إنه سميع مجيب, والحمد لله رب العالمين.