هدفت الدراسة الحالية إلى تتبُّع نظرية الأفعال الكلامية من جذورها التاريخية العربية والغربية وتقصّي مراحلها المهمة التي شهدت تطورها واكتمال مقوماتها وعقد مقارنة بين أبرز روّادها: (جون أوستن) الذي يُمثّل مرحلة تأسيس النظرية وتلميذه (جون سيرل) الذي يُمثل مرحلة التطوّر المنهجي لها، وذلك من خلال الاعتماد على معطيات المنهج الوصفي المقارن، بغرض الكشف عن أوجه الاتفاق والاختلاف بينهما، وأسفرت النتائج عن بيان أهمية نظرية الأفعال الكلامية في حقل الدراسات التداولية، وبيّنت أوجه المقارنة بين (أوستن) و (سيرل) في عدة جوانب مثل: بيان التشابه في الاستناد إلى فلسفة الأخلاق، وبيان التشابه في تصنيف الأفعال، وبيان الاختلاف في وضع السمات التمييزية، فخلصت إلى أن:١-  قواعد (أوستن) و (سيرل) تنطوي على قيم أخلاقية رفيعة مثل سلامة التعبير وصدق النية وإرادة الإيضاح مِمّا يعني أن فلسفة الأخلاق كانت حاضرة في فلسفتهما الفكرية، مِمّا يُضفي عليها قيمة تداولية في هذا الجانب. ٢- وضع (سيرل) سمات خاصة لتمييز كل صنف من أصناف الأفعال الإنجازية، فالصدق أو الكذب سمة للأفعال التقريرية، والاستجابة أو الرفض سمة للأفعال التوجيهية، والتنفيذ أو النكث سمة للأفعال الإلزامية..،  بينما وضع (أوستن) وسائل عامة لتمييز الأفعال الكلامية بمختلف أصنافها مثل صيغة الفعل وأدوات الربط والسياق العام للتّلفُّظ.