في علم الاجتماع ينظر إلى اللغة  على أنها ظاهرة اجتماعية ثؤثر بشكل كبير في حياة الفرد والمجتمع، فللغة وظيفة كبيرة داخل أي مجتمع على اختلاف طبقاته وفئاته، فمن البديهى أن لكل مجال أو ميدان عمل أو نشاط  حياتى  مفرداته الخاصة
لا يستعملها أو يعرف مدلولها غير أصحابه، ولا أدل على ذلك من لغة أصحاب الحرف ومصطلحاتهم ومفرداتهم وتعبيراتهم اللغوية التي تطغى على عموم كلامهم أثناء انشغالهم بالحرفة؛ بحيث تصبح سمة دائمة في لغتهم؛ بل وتتعداها إلى معاملاتهم مع الناس وتؤثر في أدبهم وأشعارهم إن كانوا من أهل الأدب والشعر، وقد اخترت نموذجاً لذلك  قصيدة (يامن يروم الخياطة) لابن زقاعة الخياط، واعتمدت في هذا البحث على المنهج الوصفى التحليلى  لرصد أثر الحرفة  في لغة الشاعر، ولكل مجتمع من المجتمعات لغة منطوقة  ثرية بالمفردات والألفاظ التي من شأنها تسهيل  التواصل وتبادل المشاعر والأفكار وتطوير العلاقات بين الناس ؛ "فاللغة هي وعاء الفكر والنفس والعاطفة، وهي وسيلتنا لإدراك العالم من حولنا، والأداة التي نجسد بها المجرد في هيئة المحسوس، ونحول بها المحسوس إلى مجرد، ومن الناحية الشخصية؛ فإن اللغة هي عنوان القيمة الاجتماعية للفرد، وهي التي تكشف عن قدراته العقلية وثقافته وميوله الفكرية.