تدور رواية "عصافير النيل" حول البطل عبد الرحيم، الشاب كالعصفور هاجر من الريف إلى المدينة من أجل تحقيق ذاته، وهو يسكن فى حى شعبى ويواجه عدة صراعات؛ نتيجة اختلاف العادات والتقاليد التى قد تربى عليها فى الريف وبين الناس الذين يحتك بهم فى الحي الشعبى، وإنها دورة حياة كاملة لعائلة مصرية بسيطة، عاشت فترة محددة في تاريخ مصر، وجسدت طبيعة الواقع وروحه وأحلام البشر الذين يعيشونه وطبيعة العوائق التي تعرقل حياتهم، وإن حكايات الأسر والعائلات تمثل بعداً مصرياً حميماً وتمثل ظاهرة شعبية، وإن كانت جذورها تعود إلى ما سمي في النقد الأوروبي في القرن الماضي بـ «رواية الأجيال». وهي الرواية التي تهتم بسيرة عائلة على امتداد زمني محدد، لتتبع جيلين أو ثلاثة منها، وهي سياق قدَّمه عدد من كبار الأدباء العرب، مثلما فعل نجيب محفوظ في الثلاثية، على سبيل المثال، وإن رواية "عصافير النيل" هي صورة حية لوصف الإنسان المصري البسيط، والصراعات المختلفة بين الإنسان والمجتمع، ووقفة إلى جوار الطبقات الفقيرة، التي تشعر بالمعاناة من فرط الإحباطات المتوالية على حياتها، ووجودها الإنساني، ولقد طرحت الرواية نبض الحياة الحزينة للبشر المقهورين في دوامة الواقع الذي لا يرحم، وسعت لتحديد علاقة الفرد بالجماعة، وهي العلاقة نفسها التي تطرح علاقة الإنسان بالكون وعلاقة الجزء بالكل. كما تحمل الرواية العديد من التفاصيل الحياتية التى تسجل العادات والتقاليد، ويوميات الناس فى الحارات، وهواجسهم ومخاوفهم ورغباتهم.