تتناول رواية النهايات لعبد الرحمن منيف صراعات الإنسان مع الطبيعة، وهذه الرواية عن بلدة في الصحراء تتعايش مع الجفاف مذ كانت، إلى أن يداهمها القحط بحيث تشرف على الهلاك، ولا يبقى لها مورد سوى الصيد فتلجأ إلى شخص غريب الأطوار يتحدث عن المبادئ، ويدعو إلى التكافل الاجتماعي. غير أنه صياد ماهر، دائماً ما يدعو الناس إلى الحفاظ على البيئة، ويقود قومه في رحلة صيد، ولكن يلقى حتفه من جراء عاصفة غير متوقعة،         وقد كانت بلدة (الطيبة) مثالاً لهذا الاتجاه الإنساني الصعب مع مجتمع الصحراء الوعر. وتتعدد عناصر الصراع في الرواية بسبب قسوة الطبيعة في الصحراء، وقد أثرت قسوة الطبيعة في قرية الطيبة، فبدلت جميع أحوالها من الاستقرار إلى الاضطراب، ومن السكون إلى الصخب مشتملة في ذلك كل الكائنات الحية بها «إن الإنسان شأنه شأن الكلاب والحيوانات بعامة ليسلك ويتصرف وفق قوانين اللذة والألم والخوف والطمع»، فقد شهدت قرية (الطيبة) ثورة عارمة من أجل البقاء على قيد الحياة، لم تكن من الإنسان أو السكان فقط، بل كانت من جميع الكائنات الحية بها من حيوانات وطيور ونباتات، كل منهم يصارع القحط والتغير والتبدل من أجل بقاءه وحياته.