يدور هذا البحث حول دراسة وقفات عبدالله الطيب النقدية تجاه آراء قدامة بن جعفر في كتابه "المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها"، حيث تناول الطيب بالنقد والتحليل بعض القضايا التي طرحها قدامة في مجال نقد الشعر، مثل خلط قدامة بين الغريب والحوشي، والخلق والإبداع في الشعر، وتقصيره تجاه أبي تمام، والتناقض في الشعر، وعمود الشعر،  كذلك ناقش بعض المفاهيم البلاغية كرفضه تصنيف قدامة للتشبيه كغرض شعري، ونهجه في الوصف الشعري، والتكافؤ، وشملت الدراسة بعض الجوانب الموسيقية والأسلوبية كالتوشيح وحصره في التكرار النغمي، وإغفاله دور القافية في ائتلاف عناصر الشعر،  كما تطرقت الدراسة إلى رؤية الطيب لمبالغات قدامة في تحليل الشعر ، مثل تفسير بيت امرئ القيس باستخدام مقارنة النجار والخشب، وحكمه على قصيدة عبيد بن الأبرص، ومبالغته في مدح استخدام الفاء في قصيدة أبي ذؤيب الهذلي،  خلص البحث إلى أن عبدالله الطيب وقدامة بن جعفر يمثلان مدرستين مكتملتين تجمعان بين التحليل المنهجي والإبداع الفني، مما يعكس التنوع والثراء في النقد العربي ، حيث أن أكمل كل منهما الآخر في بعض القضايا لتقديم رؤى نقدية تجمع بين العقل والإبداع، قدم عبدالله الطيب رؤية نقدية متعمقة تجسد فهمًا أصيلًا للشعر العربي معتمدًا على الذوق الأدبي والبصيرة النقدية المتوازنة، وانتقاداته لقدامة تعكس رفضه للجمود العقلي في دراسة النصوص ، وتأكيده على الإبداع في إبراز جماليات الشعر من خلال بعض القضايا التي تناولها.