كانت التجارة تمثل حجر الزاوية في البناء الاقتصادي للكويت، وكانت فيما بدا العامل الأقوى في توجيه الحياة السياسية والاجتماعية برمتها لاسيما وان العمل التجاري في الكويت قد مثل المصـدر الرئيس للغنـى والثروة بالنسبة للكويتيين من جهة، ومورد دخل حيوي مهم للحكـام من جهة أخرى؛ حيـث أن الكويت كانت تفتقر لمقومات مصادر الثروات الطبيعية الأخرى، كالزراعة والصناعة، وغيرهما.
وقد لعبت البيوتات التجارية دوما ادوار بالغة الأهمية على الصعيدين السياسي والاجتماعي، وكانت جزءا رئيسا من تاريخ العالم العربي في العصر الحديث على امتداد رقعته شرقا وغربا، ويسعى هذا البحث بدوره؛ إلى تسليط الضوء على دور التجار في منطقة الكويت خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر وبدايات القرن العشرين، واستقصاء مدى أثرهم على مجمل الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
ويسعى هذا البحث إلى رصد الدور المتنامي لبيت آل إبراهيم بوصفه رمزا للبيوتات التجارية في الكويت التي لعبت دورا بارزا في بناء علاقات القوة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ولعل البحث قد اكتسب أهميته باعتباره نموذجا لمعالجة جدلية الثروة والسلطة في منطقة الخليج العربي رغم ما قد يكون له من خصوصية.
ويرسم هذا البحث صورة حيوية للمجتمع الكويتي خلال العصر الحديث، وحتى ما قبل اكتشاف النفط في الخليج العربي في منتصف القرن العشرين، ونتعرف من خلاله على التجار والعوائل التجارية ودورها في بناء الكويت اقتصادياً وسياسياً، وعلاقاتهم الاقتصادية والسياسية في السلطة الحاكمة في الكويت.
وتم تقسيم البحث إلى:
تمهيد: موقع الكويت الجغرافي، وأثره في النشاط التجاري:
أولاً: طبيعة السلطة في الكويت:
ثانياً: نفوذ التجار في الكويت:
ثالثاً: بيت آل إبراهيم وأثره في النهضة التجارية والاقتصادية في الكويت
رابعاً: جدل السلطة والثروة في الكويت:
وقد اعتمد البحث على الوثائق المحلية والمصادر المحلية الأصلية والرواية الشفهية، إضافة إلى الوثائق الأخرى وفى مقدمتها الوثائق العثمانية والبريطانية. ومن أجل التصدي لما تحفل به مثل هذه الابحاث عادة من جفاف، فقد طعمت بالعديد من الأمثلة والأسماء والحكايات، من تلك التي تختزنها المصادر والروايات الشعبية