يهتم هذا البحث بدراسة جانب من الصراع الصليبي الإسلامي وموضوعه طائفة فرسان الداوية الرهبانية Knights Templar في شرق البحر المتوسط، عقب انتهاء الوجود الصليبي في الشرق 1291م، حيث أن هذه الطائفة تأسست وانطلقت من الحرم القدسي أو الهيكل السليمانى وفقاً للمعتقد الصليبي تأصيلا من واضعي فكرتها ومؤسسيها للجانب الديني بربطها ببيت الرب، بالإضافة إلى أن الحركة الصليبية تنصب للتبلور في حرب زُعم لها القداسة ضد الشرق الإسلامي وتأسست طائفة الداوية لتعزيز النشاط العسكري للحركة حيث حرصت أوروبا كنيسة وحكاماً على تأجيج جُزوت الروح القتالية بمزج العسكرية بالدين المسيحي في شكل طائفة الداوية وشبيهاتها من الطوائف العسكرية الاخرى .
كما أن طبيعة إقامة أي مؤسسات تقوم مند إنشائها بدور معين يناط إليها ولكن بحكم ظروف معينة قد تحيد عن هذا الدور ونجد ذلك هو ما انطبق على طائفة الداوية التي كانت مقاتلة قوية داعمة للكيانات الصليبية في بلاد الشام ولكنها آلت إلى أن وصفت بالمادية والشراهة والنفعية والدنيوية، الأمر الذى جعل قادة الغرب الأوربي ومفكريه يلقون باللوم على هذه الطائفة وعَدوهم من اسباب ضياع الممتلكات الصليبية في بلاد الشام، وعلى الجانب الآخر فإن قادة طائفة فرسان الداوية قاموا بعدة محاولات لإيجاد دور لهم في شرق البحر المتوسط بالاشتراك في محاولة الهجوم على السواحل الإسلامية أو السيطرة على جزيرة صغيرة مقابلة لجزء من الساحل الشامي ولكنهم فشلوا في ذلك، كما فشلوا في لعب دورُ سياسي في جزيرة قبرص آنذاك .