لقد كان للثورة الإيرانية دور في تغير علاقات إيران الدولية، لا سيما مع دول الخليج العربي، فقد أعلن الخميني بعد نجاح الثورة، أن الجمهورية الإيرانية سوف تعمل على تصدير الثورة، وعدم تحجيمها داخل إيران، وبالتالي، كان لهذه السياسة أثر على العلاقات مع الخليج العربي، فقد اتخذت كل دولة مواقف متباينة تجاه مبدأ تصدير الثورة.
بعد انتصار الثورة الإيرانية عام 1979م، فتحت طهران صفحة جديدة في تاريخ العلاقات مع دول الخليج، بعدما كان الشاه محمد رضا بهلوي مشهورا بدور“شرطي الخليج" لحماية المصالح النفطية الغربية وفي طليعتها الأميركية. أحدث وصول الإمام الخميني للحكم تغييراً جذرياً بسياسة إيران الخارجية بعد إعلان الجمهورية الإسلامية، فاتخذ شعار لا شرقية ولا غربية، جمهورية إسلامية" محدداً أساسياً في تعامله مع الخارج.
 ومنذ البداية، أعلنت دول الخليج العربي رفضها للثورة، وكانت المملكة العربية السعودية أكثر الدول معارضة لاندلاع هذه الثورة، ثم تبعتها الدول الأخرى في اتخاذ نفس الموقف، ويمكن تبرير موقف الدول الخليجية رفضها للثورة لعدة أسباب منها، أن الثورة دعت إلى إقامة النظام الجمهوري، والقضاء على ملكية الشاه، وبالتالي كانت دول الخليج تخشى من انتشار هذه المبادئ، وبالتالي ربما يكون نتيجة ذلك تهديد لعروشهم. وبالتالي عملت هذه الدول على اتخاذ مواقف ازدواجية تجاه الثورة، فلما كانت الثورة في بدايتها أعلنوا تأييدهم للشاه، ولكن عندما نجحت الثورة، وأطاحت بنظام الشاه، بدأت تغير هذه الدول سياستها المعلنة.
 وكان هناك بعض الدول التي أيدت الثورة منذ اندلاعها، ورحبت بها، واتخذت موقفاً إيجابياً تجاه الثورة، مثل الإمارات، وعمان، فهاتان الدولتان، عملت على تشجيع الثورة، والإعلان عن دعمها لإيران في تلك الفترة، وكانت هذه السياسة نابعة من رغبة كل من الإمارات وعمان تغيير نمط العلاقات مع إيران، بعدما كانت العلاقات مع النظام القديم المتمثل في الشاه قد أصابها الفتور.
الكلمات المفتاحية: الثورة الإيرانية، الخميني، الدول الخليجية، الشاه، سياسة تصدير الثورة.