كان الجيش الإسلامى هو الحصن المنيع للدولة الإسلامية منذ نشأتها وعبر تاريخها الطويل الذى امتد إلى عدة قرون، تعاقب على حكمها العديد من القوى السياسية التى حرصت على الحفاظ على كيان هذه الدولة ومواجهة الأخطار التى تحدق بها من خلال بناء جيش قوى قادرعلى حماية البلاد وصد العدوان عنها بل وتحقيق تطلعاتها التوسعية ككيان سياسي يسعى إلى امتداد حدود دولته وككيان دينى شكل الجهاد ونشر الإسلام فى بلاد الكفر ركناُ أساسياً من أركانه.
وقد خاض الجيش الإسلامى العديد من المعارك العسكرية بمسماه العام المتداول فى المصادر التاريخية المختلفة وهو جيش المسلمين أو جيش الإسلام أو الجيش العربى وغير ذلك، ولكن هناك معارك أخرى كان للجيش الإسلامى فيها مسميات خاصة لم ترتبط بحجم المعركة أو أهميتها التاريخية أو نتائجها الحاسمة بقدر ما ارتبطت ببعض الظروف الإستثنائية التى مرّ بها الجيش سواء ظروف تتعلق بطبيعة المعركة وظروفها القاسية كجيش الخبط وجيش العسرة، أو تتعلق بقوة الجيش ومهارته العسكرية اللافتة مثل جيش الزحف، أو تتعلق بقادة المعركة وأمرائها أو قدرالمشاركين بها مثل جيش الأمراء وجيش العبادلة، أو ظروف ترتبط بالإعداد الهائل والتنظيم المحكم للجيش كما هو فى جيش الطواويس، أو بالنكبة الحربية التى لحقت بالجيش كما حدث مع جيش الفناء.
وإذا كان الجيش الإسلامى قد اكتسب بعض مسمياته من أسماء المعارك التى خاض غمارها، فإن هناك مسميات أخرى لا تمت بأسماء المعارك بصلة، وإنما تأثرت بأحداث ووقائع وتجارب عسكرية مرّت بكل جيش على حدة، فوراء كل اسم قصة يسرد أحداثها جيش صمد وجاهد وصابر وقاتل ونازل أعدائه بكل قوة وثبات.
وكان لمسميات الجيش الإسلامى دلالات خاصة تعبرعن سماته المميزة وقدراته الخاصة ومواهبه العسكرية وروحه القتالية، وتعبرأيضاً عن الخطط والتكتيكات العسكرية المرتبطة بالمهام القتالية المكلف بها، بل وتعبر كذلك عن الإحباطات العسكرية التى تعرض لها فى بعض هذه المعارك.
الكلمات المفتاحية: جيش - مسمى – العسرة – الزحف – الأمراء – الفناء.