ملخص البحث:
ألَّف ابن الرَّامي (رحمه الله) كتابه "الإعلان بأحكام البنيان"، وهو تأليف مفيد جامع لمسائل الأبنية والغروس، وما يتصل بالأرض، وفيه بيان ما جرى به العمل بتونس، يفتتح المسائل بقوله: قال المعلم - واعتذر عن ذلك في الخطبة - بقوله: " ليعلم من قرأ كتابي هذا أني بنَّاء أجير فيعذرني إن وجد فيه خطأ في اللفظ والترتيب أما في النقل فلا لأني بذلت الجهد والتحوط... ".
وقد اتخذ ابن الرامي (رحمه الله) في مؤلفه هذا مجموعة من الضوابط شكلت سمات منهجه في الاستدلال الفقهي، ويأتي في صدارة تلك السمات تعظيم نصوص القرآن والسنة، وتقديم الأخذ بهما على غيرهما في الترجيح.
يتناول هذا البحث منهج ابن الرامي في الاستدلال الفقهي من خلال كتابه "الإعلان بأحكام البنيان"؛ حيث يسلط الضوء على السمات الرئيسية لمنهجه، والتي تتجلى في تعظيم نصوص القرآن والسنة وتقديمهما كمصدرين أساسيين للاستدلال، كما يوضح البحث كيفية استفادة ابن الرامي من القرآن الكريم في استنباط الأحكام الفقهية المتعلقة بالبناء، مع تقديم أمثلة عملية من الكتاب تُظهر كيفية تطبيقه لهذه النصوص في مسائل مثل ضرر الدخان وحقوق الجيران في استخدام المياه، ويتطرق البحث أيضًا إلى استخدام ابن الرامي للسنة النبوية في الاستدلال، مع ذكر أمثلة توضح كيفية استناده إلى الأحاديث النبوية في تفسير الأحكام الفقهية المتعلقة بالجدران والأبنية، ويبرز البحث تنوع مصادر ابن الرامي وأصالتها، مما يعكس قيمة الكتاب العلمية وارتباطه الوثيق بأمَّات كتب الفقه.