حاولت الدراسة الحالية تفسير الجريمة المعلوماتية سوسيولوجيًا؛ من خلالِ الوقوف على خصائصها وأنواعها وعناصرها، إضافةً إلى محاولةِ فهم العلاقة بين الفضاءات الافتراضية والاجتماعية الواقعية، إلى جانبِ مناقشة النظريات الاجتماعية الحديثة، وذلك باستخدام المنهج الوصفي التحليلي ومراجعة النظريات الاجتماعية، ومنها: نظرية الأنشطة الروتينية لماركوس فيلسون ولورانس كوهين، ونظرية المجال العام ليورغن هابرماس، ونظرية الحقل لبيير بورديو، ومن ثَـمَّ تطبيقهم على السياق الافتراضي، للوصول لتفسير كيفية حدوث الجريمة المعلوماتية في السياق الاجتماعي الواقعي.



الكلمات المفتاحية: الجريمة المعلوماتية، الفضاء الافتراضي، المجال العام، الحقل.



المقدمة:

ما زال استخدام شبكة المعلومات العالمية الإنترنت آخذاً في الانتشار، بوصفها وسيلةً للاتصال الدولي في مختلف مجالات الحياة؛ من أجل تحقيق ما تصبو إليه البشرية من اختصار الوقت، والمسافة، وتوفير الجهد البدني والذهني، لذا انطوت تلك الشبكة اليوم على معلومات هائلة لا متناهية في شتى ميادين الحياة الاجتماعية والعلمية والعملية، ومع تطورِ الويبWeb ودخوله الجيل الثاني أو ما يُعرف بويب 2.0، ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت عوالم افتراضية ووسائل اتصال رئيسة، واستقطبت أعدادًا كبيرةً من البشر ومن جميع الأعمار والتوجهات والثقافات، وأطّرت تلك الشبكات التفاعلية لشكلٍ من العلاقات الاجتماعية "الافتراضية" أكثر عمقاً بين المستخدمين