هدفت الدراسة الحالية اقتراح تصور لتطوير التعليم النوعي والفني لمجابهة المتغيرات العالمية من جهة، وتحقيق التنمية البشرية اللازمة لمتطلبات سوق العمل من الفنيين والمهنيين المدربين من جهة أخري، فضلاً عن أن الوصول إلي تأصيل استراتيجية لتطوير التعليم النوعي يعد بداية حتمية للدخول إلى عالم المعرفة والتكنولوجيا الحديثة، وتعزيز روح البحث العلمي، الذي تتنامي الحاجة إليه، وخاصة في أساليب العمل والإنتاج، والأخذ بمستحدثات التعليم الإلكتروني واستخدام تكنولوجيا المعلومات التعليمية. ولتحقيق تلك الأهداف تتناول الدراسة الحالية محورين أساسيين بالتحليل: الإسهامات المتنوعة للتعليم النوعي والفني في شتي مجالات الحياة، وكيفية إعداد نموذج مقترح لتطوير التعليم النوعي والفني في مصر والوطن العربي، كرؤية مستقبلية. وقد أسفرت نتائج الدراسة التحليلية عن الأهمية القصوي لإحداث تطوير شامل في الأساليب والتقنيات التعليمية المستخدمة في الإعداد المهني للطالب المعلم، وتعزيز مهاراته بتطوير أنماط التدريس التي توائم ميولهم وطموحاتهم واتجاهاتهم المختلفة، وذلك باستخدام تكنولوجيا المعلومات التعليمية في بيئة التعليم ، مشروطا ً بتصميم وتطوير وتقييم المصادر التعليمية في بيئات تعلم جديدة غير تقليدية. كما أسفرت النتائج عن ضرورة إعداد استراتيجية لإصلاح منظومة التعليم النوعي والفني بشكل واقعي وملموس، علي أن تتم عملية المتابعة والتقييم والإصلاح بشكل مستمر للبرامج المتعددة لتطوير هذه المنظومة، التي تتضمن برامج لتنمية الكفاءات المهنية للطالب المعلم، وبرامج لتنمية المهارات النفسية والاجتماعية، وبرامج تدريبية عملية لاستخدام تكنولوجيا التعليم الإلكتروني، وبرامج للإعداد لسوق العمل والإنتاج لاستشراف المستقبل. هذا وقد ذُيلت الدراسة بمجموعة من التوصيات ، وقائمة المراجع العربية والإنجليزية.