إنسان هو محور مشروع كولن ونواته الصلبة التي سينطلق منها ليغير المجتمع فلو تمكن العقل من التعلم وتحصيل الثقافة تمكن من التحرر من الكسل والجهل وتحررت روحه وانطلقت نحو آفاق الحرية والمعرفة وبالتالي تغير المجتمع وفي هذا الفصل يتم تناول سمات الفكر التربوي لدى كولن وكذلك تصوره للتعليم الذي سينتج هؤلاء الأفراد القادرين على تغيير المجتمع و تحويله لمجتمع أفضل.
إن التعليم مشروع كولن وهو رأس الحربة وأهم ما يميزه مشروعه الحداثي.
وهذا ما سنحاول استعراضه في هذا الفصل.
أولا : الموجهات الفلسفية لدى فتح الله كولن
إن المشروع التربوي لدى فتح الله كولن مشروع أصيل ونابع من هوية الأمة التركية وليس نقيضا لها ومضادا للمشروع التغريبي فقد عانى المجتمع التركي من موجات تغريبية أضرت به وبثقافته وصنعت أجيالا لديها قابلية للتبعية الغربية وهيمنت عليها الأفكار البعيدة عن أصالة وثقافة الأمة الإسلامية.[1]
إن التربية في نظر فتح الله كولن هي الإطار الشامل الكبير والذي يحوي التعليم والتعليم نفسه كمشروع تنويري لن تنجح مقاصده وأهدافه دون تربية، وإذا كان المعلمون متواجدين بكثرة فالتربويون قلة لذلك لابد من وجود فهم حقيقي وشامل لمعنى التربية وفلسفتها ومقاصدها حتى تتحقق للعملية التعليمية الجدوى المنشودة منها.[2]
[1] فؤاد البنا. (2012). عبقرية فتح الله كولن بين قوارب الحكمة وشواطئ الخدمة. دار النيل، القاهرة، ط1، ص97.
[2] محمد جكيب. (2013). أشواق النهضة والانبعاث. دار النيل، القاهرة، ط1، ص ص289 -290.