مُلَخَّص البحث :
يهدف هذا البحث إلى الكشف عن بعض وجوه إعجاز القرآن الكريم , وأسرار نظمه متمثلةً في آياتِ الظِّهَار التي وردت في سورة المُجَادَلة دون غيرها من السور , وذلك من الآية الأولي إلى نهاية الآية الرابعة , والتوقف مع أسلوبه المُعجِز في التربية الإيمانية الصحيحة , وربط تلك الآيات بالمقصد العام للسورة الكريمة بصفة خاصة , ومقاصد القرآن الكريم بصفة عامة .
تناول التمهيد مصطلح (بناء المعاني) ، بوصفه دراسة العلاقات بين المعاني المُكَوِّنَة للآيات , وكيفية ترتيب بعضها على بعض , واتصال الثاني منها بالأول , والبحث عن كيفية بناء تلك الكلمات والجمل المكونة لتلك الآيات , مع مراعاة التشابُك بينها .
وعَرَضَ التمهيدُ أيضًا مدخل إلى السورة الكريمة , وما وَرَدَ من أسمائها , وتوقف عند مقصدها العام ، وهو بيان ما ينبغي أن يتصف به المُسْلِم الحَقّ ، وتصحيح عقيدته وعلاقاته في أموره المختلفة , وذلك بِعَرْضِ أحداثٍ أُخِذَتْ من وقائع حدثت في المجتمع المُسْلِم , وهو ما يتناسب مع مقاصد القرآن الكريم : بناء العقيدة الإسلامية ، وتقرير عبودية الله تعالى , وتحقيق مصالح الإنسان في الدارينِ .
واتَّضَحَ أنَّ آيات الظَّهار الواقعة في السورة الكريمة تهتم بشأن الفرد في المجتمع ، وتضع له الضوابط الصحيحة ، التي تخلق شخصية مسلمة سوية .
وقد عالجت الآيات (1 – 4) قضية الظِّهَار ، وجعلته مِنْ مُنْكَرِ القولِ وزُورِهِ , وفرضت الكفارة على من يتلفظ بذلك القول الأثيم .
اعتمد البحث على المنهجَ الوصفي التحليليّ ؛ للتمكن من التَّتَبُّع الدقيق للظواهر البلاغيَّة في النص القرآني وتصنيفها وتقسيمها ، ثم تحليل تلك الظواهر وتعليلها وربطها بالسياق والغاية ؛ للوصول إلى مقاصدها .
الكلمات المفتاحية : بناء المعاني , الظِّهار , سورة المجادلة .