لا يخفى على أحد من الباحثين في مجال الاستشراق ما تميزت به مدرسة الاستشراق البريطاني من ريادة على المستوى التأسيسي في هذا المجال؛ بحكم المكانة السياسية والدور الاستعماري للدولة البريطانية وهيمنتها على دول عديدة في الشرق. 
ولقد تنوعت اهتمامات هذه المدرسة وانشغالاتها: تاريخ, أدب, عقيدة, تفسير, ترجمة, علوم, وفنون... وإن بدا التركيز على العقيدة, والقرآن, وتاريخ الدين الإسلامي, واضحًا في مصنفات هؤلاء المؤسسين وهذا ما فرضته التوجيهات التبشيرية. 
يُعد المستشرق وليم موير (1819 م – 1905 م) أنموذجًا للاستشراق البريطاني القديم, الذي تتخذ معه دراسة الشرق أبعادًا تبشيرية واستعمارية واضحة, ومنحى لأدلجة هذا التوجه التنصيري الاستعماري باتهام عقيدة الشرق وثقافته وأديانه, وبالخصوص الإسلام ونبيه(صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم) .
وعلى هذا سوف نتحدث في هذا البحث عن السير وليم موير من الميلاد إلي الوفاة, وعن دوره في الحركة الاستشراقية العالمية, وكيف تأثر وليم موير بمن قبله من الكتاب والمستشرقين وكيف أثر فيمن بعده من الكُتّاب وكيف أثرت هذه المصنفات في فكر المستشرق وليم موير.