يدور البحث حول (الجناس في شعر المديح النبوي عند ابن مليكٍ الحمويّ)، وقد آثرتُ هذا الموضوع ؛ لِمَا له من أهمية ؛ حيث إنه يتيح التعرُّف إلى أهمّيَّة الجناس في كونه تعبيرًا فنّيًا، يمنح الكلام قيمًا دلالية بما يُضيفه إلى النسق اللغويّ من انسجامٍ، وتآلُف في البنية الصوتية ؛ فيُثري المعنى، ويُغني الصياغة اللغوية، إنَّه ليس تلاعبًا بالألفاظ، أو مهارة في صياغة الجمل والعبارات، وإنَّما هو أسلوب فنّي في التعبير، يُضيف إلى الفكرة، ويسمو بجمال العبارة .
ولقد شغل الجناس بوصفه مُحسّنًا بديعيًا لفظيًا اهتمام علماء البلاغة ؛ لما يضيفه من جرس موسيقي عذب تستسيغه الأذن وتطرب لسماعه ؛ فإن النفس تتشوق إلى سماع اللفظة الواحدة إذا كانت بمعنيين مختلفين، وللجناس وقع في النفوس وفائدة .
ولهذه الدراسة أهميَّةٌ أُخرى، وهي تسليط الضوء على جانب كبير من شعر المديح النبوي الغرض الشعري الذي انتشر في العصر المملوكي انتشارًا واسعًا على وجه العموم، وفي شعر ابن مليكٍ الحمَوِيّ على وجه الخصوص .
وقد جاء البحث في مقدمة وتمهيد وفصل وخاتمة على النحو الآتي :
يتناول التمهيد : (مصطلح الجناس)، وقد تتبعت فيه استعمال المصطلح عبر العصور عند علماء البلاغة، وانتهاءً بالعصر الحديث .
ويجيء بعد التمهيد الفصل، وعنوانه : الجناس في شعر المديح النَّبوِيّ عند ابن مليكٍ الحموِيّ، مبينًا سر جمال الجناس، وأنَّه ليس حليةً ولا زينة شكلية ولا عرضًا يمكن الاستغناء عنه، بل أصلاً يختل المعنى بزواله .
وانتهى البحث بخاتمة اشتملت على أبرز النتائج التي خرج بها البحث، منها أنَّ الجناس لا يقتصر على كونه فنًا يخلق إيقاعًا في اللفظ، وجمالاً في المعنى فحسب، بل أسلوب من أساليب التعبير يُسهم في خلق المعنى واكتماله، ويوقع في نفس السامع الغبطة .