يعيش العالم اليوم ثورة صناعية رابعة ستغير صورة العالم في المستقبل القريب، على النحو الذي أحدثه اختراع المحرك البخاري والكهرباء وشبكة الإنترنت من تغيير في العقود الماضية، ثورة يقودها الذكاء الاصطناعي بتطبيقاته المختلقة وفروعه المتنوعة، ومنها المركبات المستقلة (ذاتية القيادة)، والمنظومات الجوية المسيرة دون طيار (الدرونز)، التي من المتوقع أن تستحوذ على مجالات الشحن والتوصيل والنقل والمواصلات في السنوات القادمة( ).

ولم تعد المركبات ذاتية القيادة أو الذكاء الاصطناعي مجرد حلم يراود البعض أو ضرب من ضروب الخيال العلمي؛ حيث انتقل إلى الواقع المعيش وأصبحت الآلات تنوب عن الإنسان في القيام بالعديد من الأعمال، ومن ثم فإن الاعتراف بالشخصية القانونية للمركبات ذاتية القيادة، سوف يكون له عواقب وخيمة، لأنه سوف يؤدي إلى عدم قيام مسئولية الأشخاص المحتملين الذين يمكن أن تقع على عاتقهم المسئولية مثل المنتج أو المستخدم، مما قد يترتب عليه زيادة الأضرار التي تسببها حوادث المركبات ذاتية القيادة، ومن هنا، يلزم ضرورة إخضاع المركبات ذاتية القيادة للتأمين الإجباري كي يتمكن المتضررون من الرجوع على شركات التأمين في حالة وقوع أية أضرار ناشئة عنهم