إن تناول موضوع البغاء بخنيفرة لم ينشأ من فراغ، وإنما يرجع إلى اهتمامي بالتاريخ الاجتماعي المعاصر وخاصة في بعض القضايا المهملة في متونه، وكذا اهتمامي ببعض الفئات الاجتماعية المهمشة في أمهات الكتب. وبناءً على ما سبق، جاء اختيار الموضوع في إطار استمرار اهتمامي بمجال زيان في إطار إنجاز الأطروحة، ومن ضمن التساؤلات التي رافقتني خلال هذه المرحلة، هي الدعارة التي نشطت بخنيفرة. بيد أن الخوض في هذا الموضوع يعتبر أمرًا صعبًا بالنظر إلى شح المادة المصدرية وضعف المعلومات عن الموضوع، فباستثناء الإشارة التي أوردها فرانسوا بيرجي في كتابه موحى وحمو الزياني (1877-1921)، ومقال Nos grands ennemis des zaian، نكاد لا نجد أثر لهذا الموضوع في كتب التاريخ. وهذا ما جعل موضوع الدعارة موضوعًا خصبًا على الدوام أملاً في إضاءته أكثر وتملكه علميًا. ولعل هذا ما دفعني إلى تساؤل: كيف ومتى ظهرت الدعارة بخنيفرة؟ وما الهدف من تشجيعها؟ وما موقف العرف من الظاهرة؟
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
إدريس أقبوش، "الدعارة بخنيفرة خلال فترة الحماية الفرنسية 1914 – 1956م".- دورية كان التاريخية.- السنة الثامنة عشرة- العدد السابع والستون؛ مارس 2025. ص 142 – 152.