المقدمة:
يشهد التعليم الجامعي اهتماماً كبيراً على مختلف أنواعه ومستوياته سعياً لمواكبة حاجات الفرد والمجتمع، وخصائص العصر العلمي والتقني، فللتعليم الجامعي دوره المتميز في تقدم المجتمعات وتنميتها، من خلال إعداد الكوادر البشرية والقيادات المؤهلة في كافة التخصصات بمجالات التعليم المختلفة، وقد تسببت زيادة الإقبال على التعليم الجامعي في كثرة الطلب للالتحاق به، وتسعى مؤسسات التعليم الجامعي إلى إعداد الكوادر المهنية المتخصصة المؤهلة التي تلبي احتياجات المجتمع ومتطلبات السوق المحلي والعالمي، مما يستدعي أن تكون المناهج الدراسية ومقرراتها في المرحلة الجامعية على مستوى عالي من التنوع والتكامل حيث تقدم للطالب العديد من الخبرات التعليمية.
ويؤكد ليLi, Q. and et al, 2010) )(*) أنه في ظل التعلم الإلكتروني لم يعد عضو هيئة التدريس بمفرده أساس العملية التعليمية ومحورها الرئيس بلا منازع، بل أصبح للمتعلم دور فعال وإيجابي اختلف عما كان من قبل، حيث إن هذا النوع من التعليم متمركز حول المتعلمين ويعتمد على بيئات تعليمية تفاعلية تصل للمتعلمين في أي وقت وفي أي مكان، ويتيح بيئة جديدة للتعلم يتوافر فيها إمكانات متميزة، تتيح للمتعلمين إمكانية التفاعل مع المقررات الدراسية، كما تسهم في التحكم في مسار العملية التعليمية نفسها بصورة كبيرة بحيث يكون المتعلم محور العملية التعليمية، ويكون عضو هيئة التدريس موجهاً ومراقباً، ومن ثم يتحول مقياس النجاح من القدرة على تخزين واسترجاع المعلومات إلى اكتساب المهارات والقدرة على التعلم والفهم والاستيعاب والتفكير السليم والنقد والتحليل والاستدلال والإبداع (إبراهيم، 2004. 267). وعلي الرغم من تلك المزايا للتعلم الإلكتروني وجه إليه بعض السلبيات منها افتقاده للتفاعل المباشر بين المعلم والمتعلم، وما يترتب علي ذلك من اكتساب المتعلم لبعض المهارات. من هنا بدأ التفكير في صيغة تعالج أوجه القصور هذه وبناء علي ذلك ظهر ما يسمي بالتعلم المدمج Garrison, 2017)).
وقد شهد عام 2020 ظهورجائحة كورونا والتي أثرت علي التعليم في كافة دول العالم؛ حيث أغلقت معظم الحكومات في العالم المؤسسات التعليمية في الفصل الدراسي الثاني سعياً منها إلي الحد من تفشي الجائحة، وقد أثر هذا الإغلاق علي ما يقرب من 60% من طلاب العالم (UNESCO, 2020).
وفرضت هذه الجائحة واقعاً جديداً علي التعليم في العالم، أما في مصر بدأ الاعتماد علي نظام "التعليم عن بعد"خلال فترة تعليق الدراسة في الفصل الدراسي الثاني، وبنهاية العام الدراسي 2019/2020 بدأ الحديث عن نظام التعليم الهجين في الجامعات المصرية للتكيف مع الأوضاع، وقد استعرض وزير التعليم العالي الأسس التي يرتكز عليها النظام الجديد، والذي تقرر تطبيقه خلال العام الدراسي الجديد 2020/2021، موضحاً أن هذا النظام يقوم علي المزج بين نظام التعلم وجها لوجه والتعلم عبر الإنترنت .
ولا يتطلب استخدام تقنيات عالية الجودة أو استخدام مداخل تدريسية جديدة، حيث يتم التخطيط للتعلم الممزوج في ضوء الأسس النظرية للتخطيط للتعلم الإلكتروني والتعلم التقليدي وجها لوجه؛ فالتعلم الممزوج استراتيجية متكاملة تقوم على التداخل والتكامل بين التعلم الإلكتروني بأنماطه المختلفة، وبين التعلم وجها لوجه في الفصول التقليدية، ويهدف إلى تحقيق التكامل والتوازن بين توصيل التعلم لكل طالب في أي وقت وفي أي مكانLearning delivery، وبين متابعة أداء الطالب وممارسته عمليات ومهام التعلم، وذلك من خلال العديد من المداخل والاستراتيجيات. ويعد من أنسب الاستراتيجيات التدريسية التي يمكن استخدامها كوسيلة لنقل الخبرات المعرفية التعليمية للطالب، ولتحديث أسس منظومة التعليم الجامعي. (جودت والسرطاوي، 2007. 88).