تتناول هذه الدراسة موضوع التلوث الضوضائي في الحدائق العامة لما له أهمية كبيرة تعود على الإنسان وصحته العامة وذلك لكثرة انتشار الضوضاء بشكل بارز في المدن العصرية ولتساهم بدورها في تقديم الفائدة العلمية في مجال الدراسات البيئية. هدفت الدراسة إلى التعرف على التلوث الضوضائي وتوضيح تأثيره على الإنسان والتعرف على أسباب حدوثه مع إلقاء الضوء على أهم مصادره في الحدائق العامة، والتأكد من وجوده من خلال القياسات الميدانية بالاعتماد على جهاز قياس الصوت، والقيام بالمقارنة بين مستويات الضوضاء في منطقة الدراسة ومعرفة أسباب اختلافها من مكان لآخر. استندت الدراسة على عدد من التساؤلات أولها كيف تؤثر الضوضاء سلبا على جودة حياة الإنسان؟ وهل تعاني الحدائق بمنطقة الدراسة من التلوث الضوضائي؟ هل يوجد تباين بين مستويات الضوضاء في الحدائق العامة المختلفة في منطقة الدراسة؟  لتحقيق أهداف الدراسة تم قياس مستويات الضوضاء كمصدر رئيسي ليتم من خلاله جمع البيانات في عينة الدراسة التي قد تم تحديدها بواسطة العينة العشوائية المنتظمة وهي (17) حديقة من ثم توزيع استبيانات لزوار الحدائق المحددة وذلك للمساهمة في التعرف على أثره على الأشخاص وعمل التحليل الاحصائي لتحديد العلاقة بين تأثير الضوضاء على المستجيبين وبين متوسط مستويات الصوت؛ لذلك تم استخدام المنهج الوصفي لجمع المعلومات عن الضوضاء من ثم تحليلها لمعرفة حجمها ومقدار ارتباطها بالظواهر الأخرى وتم استخدام المنهج التحليلي لتحديد العلاقات بين متغيرات الدراسة وذلك بتحليلها احصائيا للتوصل إلى تفسير النتائج المتعلقة بالدراسة. أبرز نتائج الدراسة وجود ارتباط عكسي بين متوسط مستويات الصوت وتأثير الضوضاء على المستجيبين من زوار الحدائق العامة، كما أشارت النتائج بأن هناك تفاوت بين مستويات الضوضاء في منطقة الدراسة لاختلاف مواقع الحدائق واختلاف وقت الرصد. اختلاف تقبل الأشخاص للضجيج مع تأقلم الشريحة الكبرى للضوضاء. بناءا على ما تم استنتاجه أوصت الدراسة بضرورة إجراء دراسات إضافية أكثر شمولا وتنوعا في المتغيرات للكشف عن حقيقة العلاقة بين مستويات الصوت المرتفعة وأثرها على صحة الإنسان الجسدية والنفسية. الحاجة في القيام بتحسينات هندسية وبيئية للحدائق العامة من الجهات ذات العلاقة وذلك للحد من انتشار الضوضاء لتكون ملاذا آمنا للأفراد والمجتمع.