تهدف الدراسة إلى التعرُّف على واقع تطبيق برامج المسئولية الاجتماعية في البنوك محل الدراسة، من حيث الأبعاد والاستراتيجيات المتبعة، ورصد مجالات تطبيقها. كما ستبحث تأثير نمط ملكية البنوك على استراتيجيات المسئولية الاجتماعية، وانعكاس ذلك على تحقيق الميزة التنافسية. اعتمدت الدراسة فيما يتعلق بالمسئولية الاجتماعية على خمس استراتيجيات (الدفاعية، المطاوعة، الإدارية، الاستراتيجية، المدنية) والتي تعكس مستوى التزام المنظمات بأدوارها الاجتماعية، أما فيما يتعلق بالميزة التنافسية فتم الاعتماد على الاستراتيجيات التنافسية لبورتر (التميز، التركيز، قيادة التكلفة). وتمثلت عينة الدراسة التحليلية في أقسام المسئولية الاجتماعية في المواقع الإلكترونية الرسمية للبنوك المسجَّلة لدى البنك المركزي، وتمثَّلَت عينة الدراسة الميدانية في (37) مسئولًا من مسئولي إدارة العلاقات العامة داخل هذه البنوك، واعتمدت الدراسة على أداة تحليل المضمون الكيفي، المقابلات المتعمقة. توصلت نتائج الدراسة التحليلية إلى تنوع استراتيجيات المسئولية الاجتماعية بين البنوك، حيث تبنت معظمها استراتيجيات إدارية تدمج فيها معايير الاستدامة ضمن استراتيجيات أعمالها، وكان البعد الإنساني الخيري الأكثر تطبيقًا. أما الاستراتيجيات التنافسية التي تحققت من خلال برامج المسئولية الاجتماعية، فجاءت استراتيجية التميز في المقدمة من خلال منتجات بنكية اجتماعية مبتكرة، تليها استراتيجية القيادة في التكلفة، وتوصلت نتائج الدراسة الميدانية مع مسئولي إدارة العلاقات العامة إلى أن المسئولية الاجتماعية تعد جزءًا أساسيًا من استراتيجيات البنوك بمختلف أنواعها، بهدف تحسين المجتمع وتعزيز السمعة وزيادة ثقة العملاء. تشمل البرامج مجالات التعليم والصحة والبيئة والتنمية الاقتصادية ودعم الفئات الضعيفة. تختلف استراتيجيات التنفيذ حسب القيم المؤسسية واحتياجات المجتمع، حيث تعتمد بعض البنوك على الابتكار وأخرى على الشراكات. تُعتبر هذه البرامج استثمارًا طويل الأجل يعزز التميز التنافسي، رغم التحديات المتعلقة بالموارد وقياس التأثير. كما أن التغيرات الاقتصادية والسياسية قد تؤثر على تنفيذها، مما يتطلب مرونة استراتيجية.