لقد كانت البدايات الأولى لظهور الكتاب هي محاولات إنسان ما قبل التاريخ بالرسوم التي سطر بها جدران الكهوف، والتي كانت بمثابة الركيزة الأولى لنشأة الكتاب والكتابة، وبعد إختراع الكتابة بدأ الكتاب المنسوخ، وظل حتى إختراع المطبعة في القرن الخامس عشر الميلادى، فالكتب التي طبعت قبل عام 1500م حيث يشير المؤرخون إليها باسم(Incunabula)، وهي الكلمة اللاتينية التي تعني ( في المهد )، وكانت هذه الكتب في الغالب كبيرة الحجم وسميكة، مجلدة بأغلفة من الخشب الرقيق المغطى بجلد العجول وكان كثير من هذه الكتب يزين بحروف إستهلال كبيرة تكتب باليد في بداية الفصول، وبالزخارف على حواف الصفحات، ولم يكن للكتاب صفحة عنوان تتصدره ولكن كان الطابع يترك مساحة بيضاء في أعلى أولى صفحات الكتاب، ليكتب فيها أحد الخطاطين العنوان بالحبر الأحمر عادة، وكان هذا العنوان يتضمن أسم الكتاب وأسم المؤلف مع كلمة (Incipit) اللاتينية ومعناها ( هنا يبدأ الكتاب ) وينتهى الكتاب بعبارة ختام، يتضمن كلمات قليلة تشير إلى مكان طبع الكتاب و تاريخه وأسم الطابع.

لمئات السنين عمل إستخدام غلاف الكتاب كجهاز وقائى للصفحات المصنوعة يدويا، حيث إن غلاف الكتاب لم يتم تصميمه لتسويق المواد الداخلية، ولكن أغلفة الكتب اليوم تستخدم كشكل من أشكال التسويق وإلقاء نظرة ثاقبة على محتوى الكتاب، حيث بدأ دور غلاف الكتاب بتشكيل نفسه بشكل أكبر من خلال حركات الفنون والحرف و الآرت نوفو في بداية القرن العشرين، بدأت هذه الحركات بالتسلل إلى صناعة الكتاب المتنامية من خلال تطوير دور النشر في أوروبا ولندن ونيويورك.

وكان هنالك إعتقاد دوما أن ما يهمنا هو ما بداخل الكتاب، منذ زمن هاجم الجاحظ الكتب المنمقة والمزينة بزعم أنها زخرف خارجى تغطى على ركاكة المحتوى، ولكن الحقيقة أن أول ما يجذبنا إلى الكتاب غلافه، والهدف من التصميم يمكن أن يكون إشباع لحاجة إنسانية ملحة عن طريق تقديم قيمة نفعية و جمالية في آن واحد، حيث نرى بذلك التطور الذى بدأ من مجلدات العصور الوسطى المنقوشة بالجواهر إلى ظهور الكتاب الآن، ويتناول البحث أهم فنانى ومصممى أغلفة الكتب في أوروبا وأمريكا و أهم أعمالهم، والتي كانت بمثابة إضافة كبيرة لتصميم أغلفة الكتب حتى يومنا هذا.