تُعد الصناعات الثقافية أبرز مساهمات محور الثقافة من استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة "رؤية مصر ٢٠٣٠". والتي تُشكل مصدر قوة ناعمة لمصر على المستوى الإقليمي والدولي وقيمة مضافة لمكانتها الحضارية مستقبلًا. فقد أشارت منظمة اليونسكو إلى أهمية حماية تلك الصناعات التي تحفظ الهوية والترويج لمضمونها وحمولتها الثقافية ودورها في تحقيق التنمية التي تسعى لها الدولة على المستويين المحلي والعالمي. وتعتبر أحد تصنيفاتها البارزة هي الأحداث الثقافية-Cultural events من المؤتمرات والمهرجانات والفعاليات المختلفة - حيث تختزن محتوى ثقافي محدد تعكس من خلاله ثقافة الدولة المضيفة وتقاليدها وما يميزها من موروثات تراثية، ثقافية وفنية تعبر عن تواصل الأجيال الفنية بها. كما تتشابه مع الصناعات الأخرى في حاجتها للإعلان عنها والترويج لها. وقد أصبح من الممكن ارتباط مصطلح التسويق بمجالات الثقافة والإبداع وترويج صناعة الأحداث الثقافية وعدم حصره على السلع والخدمات التجارية.

اتبع البحث المنهج الوصفي في تناول تسويق الأحداث الثقافية أحد أدوات تعزيز القوة الناعمة المؤثرة عالميا من خلال الجذب والإقناع. والتي تحتاج إلى وسيط اعلاني حديث ومواكِب للتطور التكنولوجي للعصر يتم مخاطبة العالم من خلاله. فيأتي دور المسؤولية المجتمعية لمصمم الإعلان في الإبداع والابتكار لدعم خطة الدولة نحو تحقيق التنمية المستدامة. ثم الدراسة التحليلية -دراسة حالة- لحدث "مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي- The UN Climate Change Conference (COP 27)" ذو الصدى العالمي. ورصد كيفية استفادته من الاستراتيجيات التسويقية و وسائط إعلانية متعددة. وقد توصل البحث إلى عدة نتائج أبرزها أن التسويق للأحداث الثقافية على المستوى العالمي عبر الوسائط الإعلانية الفعالة يعد أداة مثالية للقوة الناعمة للدولة تساعد على بث قيمها، وثقافتها، ومعالمها السياحية القادرة على جذب وإقناع الجمهور من جميع دول العالم.