تعتبر الخرائط الذهنية وسيلة تعبيرية عن الأفكار بدلاً من الاقتصار على الكلمات فقط وهى صورة من صور التفكير البصرى والذى يعد أحد مستويات التفكير العليا، حيث يستخدم الإنسان في الخرائط الذهنية الأشكال والرموز والألوان بشكل بسيط وباسلوب ييسر عليه عملية استدعاء الأفكار، وهذه الطريقة هي الطريقة الفعلية التي يستخدمها العقل البشرى في التفكير، فقد نجد أن الغالبية العظمى من الناس يعتمدون على استخدام أحد فصى المخ أكثر من الأخر" طبقاً للعديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال"، ولكن نجد أن الخريطة الذهنية هي أسلوب في التفكير يعمل على تشغيل فصى المخ في وقت واحد، فالفص الأيمن من المخ يشمل عمليات التفكير مثل الخيال، الألوان، الرسومات، المشاعر، بينما يشمل الفص الأيسر من المخ عمليات التفكير القائمة على الحسابات، المنطق، الأرقام، ولما كانت الأساليب المتبعة في تدريس مواد التصميم التي يستخدمها عادة ذهن الطالب عند تسجيل المعلومات والأفكار تعمل على تحفيز المهارات الذهنية للنصف الأيسر من المخ.

أما مهارات النصف الأيمن فلا يتم استخدامها مما يعمل على إهدار جزء كبير من طاقة الطالب الإبداعية .

إن من أبرز أهداف التعليم هو رفع مستوى التفكير عند الطالب ليصل إلى التمكن من خلال ممارسة عمليات التفكير المجرد وبناء على ذلك فإن الطالب يحتاج إلى المعرفة لكى يستطيع أن يفكر جيداً ويتعامل بطريقة صحيحة مع مختلف المشكلات التي تواجهه، ولكن الكثير من الطلاب لا يجيدون استخدام معارفهم السابقة وترجمة ما بين أيديهم من عناصر تشكيلية وخطط لونية وأساليب تقنية إلى أفكار تصميمية مقبولة رغم توفر المعلومات والمعرفة لديهم ويعود السبب في ذلك إلى عدم تمكنهم من استرجاع المعلومات المخزنة مسبقاً.

لذا ترى الباحثة أهمية تعليم طريقة رسم الخرائط الذهنية لطلاب التصميم لمساعدتهم على تنظيم أفكارهم والمعطيات الفنية التي تم الحصول عليها في مرحلة جمع المعلومات مما يسهل عليهم مرحلة تخيل الشكل النهائي المفترض أن تكون عليه الفكرة التصميمية.