تتجه الأبحاث المعمارية بشكل متزايد نحو التركيز على تطوير المباني الذكية والمستدامة، وذلك من خلال توظيف تقنيات الاتصال والمعلومات المتقدمة لتلبية متطلبات البناء المستقبلية. ومع ظهور البرمجيات ذاتية التشغيل، ظهرت اتجاهات جديدة في تصميم المساحات، لا سيما في البيئات التعليمية، حيث تُمكّن التقنيات الذكية هذه البيئات من مواكبة التطورات السريعة في مجالي العلوم والتعليم. تعمل هذه التقنيات على تهيئة بيئات تعليمية مرنة وتفاعلية، مما يعزز من قدرة الطلاب على التفاعل بشكل أفضل مع محيطهم.
على الرغم من فوائد التقنيات الذكية، فإن مفهوم الاستدامة، الذي ينادي بالعودة إلى الطبيعة وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا لترشيد استهلاك الطاقة، غالبًا ما يتم التغاضي عنه. وقد أدى هذا التجاهل إلى الاعتماد المفرط على التحكم التكنولوجي دون مراعاة كافية للتأثيرات البيئية السلبية المحتملة، مما أدى في نهاية المطاف إلى عدم تحقيق متطلبات الراحة في المساحات المعمارية.
يهدف هذا البحث إلى تعزيز استدامة المباني التعليمية من خلال دراسة متطلبات تصميم المباني الذكية وتطبيق التقنيات الذكية الحديثة في المباني التعليمية. ويركز البحث على دمج تقنيات ذكية قابلة للبرمجة في أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء من أجل تحقيق بيئة داخلية ديناميكية في التحكم بدرجات الحرارة والتهوية والإضاءة وذلك من خلال منهج مقترح لتوظيف تقنيات العمارة الذكية وتحقيق التوازن بين استدامة المبني وكفاءة استخدام الطاقة وراحة مستخدمي المبني، ومن ثم تطبيقها على مبني جامعي قائم بالقاهرة، مما يحقق تقليل استهلاك الطاقة ودعم استدامة المباني التعليمية.