تأثرت الجماليات العمرانية نظراً للتطور السريع في التشكيل المعماري والعمراني للمدينة العربية، بالإضافة لتأثير العوامل والظروف المستحدثة على تشكيل عمران المدينة العربية في مراحل تطورها بسبب التغيرات التقنية والتكنولوجية والثورة العلمية، كذلك التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الناتجة عن الحداثة والعولمة التي أوجدت نوع من التغيير على الثقافة المحلية وذوبانها في خضم المتغيرات العالمية الأمر الذي أدى إلى التغيير بالهوية المعمارية والعمرانية وعدم استدامة المفردات الجمالية لعمران المدن العربية، يهدف البحث من خلال منهج علمي استقرائي تحليلي إلى دراسة وتحليل مظاهر التغير بجماليات التشكيل المعماري والعمراني للمدينة العربية من جانب، وقياس مدى استدامة وإحياء الجماليات المعمارية والعمرانية منها والمستحدثة بهدف الوقوف عند أهم العوامل والمؤثرات لإقرار طابع عمراني يستلهم مقوماته التشكيلية والجمالية من ملائمة الظروف البيئية المحلية وعدم تجاهل تأثير المتغيرات العالمية علي استدامة جماليات العمران ، يعرض البحث من خلال مراحله المختلفة إلى استخلاص بعض المقترحات والنتائج والتوصيات التي تنشد في مضمونها إلى طرح معايير مستدامة لإحياء جماليات التشكيل المعماري والعمراني للمدينة العربية بأوضاعها الحالية ومحاولة إبراز الجوانب الإيجابية لجماليات العمران، بهدف استنباط الأسس والمعايير المستدامة التي نشأ عليها عمران المدن العربية وحقق معدلات عالية من الرضا لساكنيها ، مع محاولة الاستفادة من مقتضيات العصر بما لا يؤثر سلباً على استدامة جماليات الهوية المعمارية والعمرانية والثقافية والاجتماعية للمدن العربية، ذلك من خلال طرح نموج قياسي يشمل المعايير المستدامة لإحياء الجماليات العمرانية بالدول العربية، ومن ثم تطبيق تلك النموذج عل منطقتي الدراسة لقياس مدي تحقيق تلك العينات للنموذج القياسي من خلال تحليل النتائج وعمل مقارنات إحصائية بطريقة الأعمدة البيانية، ذلك لإثبات وتأكيد صحة المعايير المقترحة لإحياء الجماليات العمرانية بالمدن العربية .