إن تحول المساحات الحضرية العمرانية وإعادة إنتعاشها بعد المخاطر - سواء أكانت تلك المخاطر طبيعية او نتيجة سلوكيات بشرية، مثل الزلازل، الفيضانات، الحروب، وغيرها من الأحداث التي تؤدي إلى تدمير البنية التحتية و البيئة العمرانية - هو عملية معقدة تنطوي على أبعاد متعددة، بما في ذلك العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، و التى تتطلب تضافر الجهود من قبل الحكومات، المهندسين المعماريين، والمجتمعات المحلية لضمان تحقيق نتائج فعالة ومستدامة. ولا يهدف هذا التحول إلى التعافي من الآثار المباشرة للكوارث فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تعزيز مرونة وإستدامة الفراغات العمرانية، بواسطة المبادىء والاستراتيجيات الرئيسية المشاركة في هذا التحول مثل (فهم التحولات الحضرية - الاستراتيجيات الرئيسية لمخاطر ما بعد التحول - الاستفادة من التكنولوجيا والبيانات - السياسة والحوكمة ). تستكشف هذه الورقة البحثية العمليات التحويلية التي تمر بها الفراغات العمرانية في أعقاب الكوارث، من خلال فهم العلاقة بين الكوارث – بمختلف انواعها - ومختلف جوانب التخطيط العمرانى ليجعلها فراغات مرنة متكيفة مع الظروف الطارئة و تتناسب مع احتياجات مستخدميها، وبالتالي يسهل بناء مدن قادرة على الصمود في مواجهة الكوارث من أجل غد أفضل. من خلال تناول مفاهيم المرونة والاستدامة والمشاركة المجتمعية، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات ودراسات لفراغات عمرانية فى مدن مختلفة من حول العالم تعرضت لكوارث مختلفة. تؤكد النتائج على أهمية التخطيط التكيفي ودور أصحاب المصلحة و المخططون و مستخدمى تلك الفراغات في تشكيل البيئات الحضرية التي ليست فقط قابلة للتعافي ولكنها تحويلية أيضًا.