مع التطور السريع للتكنولوجيا في العديد من البلدان ظهرت الوسائط الرقمية وتغلغلت في الحياة اليوميه للشباب والمراهقين، ولا سيما من خلال انتشار الهواتف الذكية والتي من خلالها يتم انشاء مجتمعات افتراضية وشبكات اجتماعية متنوعة، والتي غيرت هويات الشباب بشكل كبير وشكلت تحديا لها كل ثقافات وانماط الحياة في الاضافه الى وسائل الترفيه والاستهلاك وانماط التعلم طرق التنشئة الإجتماعية.
   وعليه فهناك العديد من مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت جزءاً من الحياة اليومية للعديد من الأشخاص مثل  Twitter, Instagram, Facebook، ومع ذلك هناك منصة تواصل اجتماعى أخرى مستمرة فى النمو، هذه المنصة هى موقع يوتيوب  Youtube الذى يتيح للمستخدمين القيام بأكثر من مجرد مشاركة التحديثات أو البحث عن أصدقاء؛ فهو يتيح لهم مساحة لإنشاء محتوى أصلى وتحميله بسهولة، كما يسمح موقع يوتيوب للأشخاص بالاتصال ومشاركة المحتوى الأصلى والتعاون فى ذلك المحتوى فى شكل فيديو وتقديمه للعالم مجانا، وبالتالى تشكيل مجتمعات مع أولئك الذين يشبهونهم ومشاركة أفكارهم بحرية . 
 فالشخصية الرقمية للشباب تمثل الهوية الرقمية للأفراد في العصر الحديث، وهي تشمل جملة  البيانات والمعلومات التي يتركها الأفراد عبر الإنترنت من خلال تصفحهم للويب ومشاركتهم على منصات التواصل الاجتماعي واستخدام التكنولوجيا الرقمية الشخصية تتضمن معلومات شخصية وسلوكيات على الإنترنت والأثر الذي يتركه الفرد في العالم الرقمي.
أهمية الدراسة:
تنبع أهمية الدراسة الحالية من عدة نقاط منها:
1-اهميه موضوع الهويه الرقميه في المجتمع الافتراضي لدى الشباب الجامعى ودراسه ابعادها ومكوناتها خاصة في هذا العصر الذي تسود فيه سمة الرقمية والافتراضية.
2-الكشف عن طبيعة العلاقة بين السمات الشخصية ،وامكانية التنبؤ بأنماط المتابعة فى ضوء هذه السمات
3- القاء ضوء على جانب جديد من جوانب الشخصية في ظل تكنولوجيا التواصل عن بعد.
4-ما يمثلة تطبيق اليوتيوب من أهمية ؛بإعتبارة من مواقع التواصل التى يفضلها الجمهور لمشاركة مقاطع الفيديو وإتاحة الفرصة للمستخدمين فى التعبير عن أنفسهم وتسجيل أحداث حياتهم اليومية المختلفة ومشاركتها مع الأخرين.
أهداف الدراسة:
1- التعرف على دوافع وانماط متابعة الشباب الجامعى للمؤثرين على قنوات اليوتيوب
2- تسليط الضوء على المجتمع الافتراضي للشباب الجامعى كمجتمع جديد له هويه عالميه دون حدود.
3- التعرف على ابعاد الشخصية الرقمية لدى الشباب الجامعى و تحديد ابعادها.
مجتمع وعينة الدراسة:
نظراً لإتساع مجتمع الدراسة والذى تمثل فى الشباب المصري الجامعى فقد إعتمدت الباحثة على عينة عشوائية للشباب الجامعى (ذكوراً – إناثاَ) وعددهم 400 مفردة من جامعتى القاهرة  ممثلة للعاصمة  والمنصورة ممثلة لإقليم الدلتا بكلياتها المختلفة .
أدوات جمع البيانات:
انطلاقاً من الهدف العام للبحث وهو الكشف عن ملامح الشخصية الرقمية للشباب الجامعى وعلاقته بأنماط متابعتهم للمؤثرين على اليوتيوب ، فقد إعتمدت الباحثة على الاستبيان الالكترونى (web questionnaire) كأداه لجمع البيانات وتم تصميم الاستبيان على google drive وإرسال رابط الاستبيان الى الشباب الجامعى فى جميع المواقع والجروبات الخاصة بهم.
واشتملت استمارة الاستقصاء للطلاب على عدة مقاييس وهي:

مقياس أبعاد الشخصية الرقمية.
مقياس اتجاهات الطلاب نحو متابعة المؤثرين على اليوتيوب.
مقياس العوامل الخمس الكبرى للشخصية.

أهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة :

أظهرت النتائج أن نسبة قليلة جداً من الشباب الجامعى هم من يمتلكون قنوات علي اليوتيوب وكانت النسبة 11.2%.
جاءت " الحاجة للمعرفة" فى مقدمة الاسباب التى دفعت الشباب الجامعى لمتابعة محتوى المؤثرين وبنسبة 85.5%.
أظهرت النتائج تفاعل الشباب الجامعى مع صفحات المؤثرين من خلال الأنشطة الرقمية ،حيث جاءت عبارة " أقوم بالاشتراك فى صفحات مرتبطة بتخصصى" فى المرتبة الاولى وبنسبة 81.6%.

ثانياً : نتائج إختبار الفروض
-ثبوت صجة الفرض الأول القائل بوجود علاقة ارتباطية دالة احصائيًا بين درجة عينة الدراسة على مقياس أبعاد الشخصيه الرقمية  للشباب الجامعى وبين درجة متابعتهم للمؤثرين على اليوتيوب.
-  ثبوت صجة الفرض الثانى القائل بوجود علاقة ارتباطية دلالة احصائيًا بين درجة الشباب الجامعى على مقياس اتجاهاتهم نحو المؤثرين على اليوتيوب ومقياس طبيعة الشخصية الرقمية .