هذا البحث يدور في فلك رؤية تأصيلية تطّلع إلى تحقيق مقصد مهم؛ وهو: تصحيح وعي قاصر بمسألة أفعال الرسول r، وقد أثر هذا الوعي القاصر في قضية من القضايا الدعوية، وهي: وسائل الدعوة الإسلامية، ومن ثم فإن فهمها فهمًا صحيحًا فيه خير للدعوة، ويحقق مصلحتها، وسوء فهمها يحرم الدعوة من هذا الخير، ويفوت مصلحتها، ويؤدي إلى إلحاق الضرر بها. وهذا القسم من سنة النبي r -الأفعال - له خطره وأثره في إرساء المنهجية الاستدلالية الأصولية في كثير من الشؤون الدعوية - ومنها: قضية وسائل تبليغ الدعوة الإسلامية-، ومن ثم لابد من إتقانه؛ حتى يُعْتَمَد الصحيح من المدارك؛ ومن ثم يكون هذا القسم مصدرًا لاستنباط الأحكام، واقتطاف المقاصد، وحسمًا لمادة الالتباس وسوء الرأي، ويُترك الموهوم المغشوش.