يتناول هذا البحث أهمية استشراف المستقبل وأولويته في الشريعة الإسلامية، حيث يعتبر الإسلام التخطيط المستقبلي جزءًا من مقاصده التي تهدف إلى حفظ الحياة البشرية وضمان استمراريتها على أسس راسخة ومستدامة. يبرز الباحث أن الإسلام يدعو إلى تجاوز الحاضر والتفاعل مع المستقبل برؤية واعية تستند إلى النصوص الشرعية والتوجيهات النبوية التي تؤكد على التخطيط والتفاؤل، مع الأخذ بالأسباب. يشير البحث إلى أن الدراسات المستقبلية في العالم الإسلامي تأثرت بشكل كبير بالمنظور الغربي، مما أدى إلى إغفال الخصوصية الإسلامية في هذا المجال. ويُبرز الحاجة إلى تطوير رؤية إسلامية متميزة لاستشراف المستقبل، تعتمد على القيم والمبادئ الشرعية التي تحث على استقراء الأحداث الماضية، والاستفادة منها في بناء خطط مستقبلية تتماشى مع تطلعات الأمة الإسلامية. كما يوضح البحث أهمية الوسائل الشرعية لاستشراف المستقبل، مثل دراسة السنن الكونية والإلهية، وتعزيز ثقافة التخطيط والاعتماد على الله دون السقوط في الخرافات أو الوسائل غير المشروعة. يخلص البحث إلى أن الشريعة الإسلامية لا تهمل أي مصلحة تتعلق بمستقبل الإنسان، بل تحث على الاستعداد للمستقبل بما يحقق الخير للفرد والمجتمع، ويجنب الأمة الوقوع في الأزمات. ويوجه دعوة صريحة لتعزيز ثقافة التخطيط المستقبلي في العالم الإسلامي لمواجهة التحديات الحضارية، وتحقيق التنمية المستدامة.