إنه من المعجزات العظيمة الباهرة لنبينا محمد e معجزة الإسراء والمعراج، فقد حملت هذه المعجزة في طيات أحداثها عددًا من القضايا التي كثر الخلاف حولها قديمًا وحديثًا، بل ربما وقع البعض بسببها في أغلاط شنيعة؛ ولهذا، أردت أن أعرض الروايات الواردة في شأن هذه القصة مبينا مسائلها بيانا راجحا يتسق مع القرآن الكريم، ويأخذ بمجموع ما صح من روايات فيها، مهتديا بأقوال السلف الصالح وعلماء الإسلام، ومبرزًا لمسائلها المتنوعة.
وخلصت بعد الدراسة لروايات حادثة الإسراء والمعراج إلى أنه قد تبين للقاصي والداني حقيقة هذه المعجزة التي شرف الله بها نبيه e وسلاه عما أصابه من وفاة زوجه وعمه، وجعلها دلالة على صدق نبوته ومنزلته عند ربه، حيث كانت مرة واحدة، بالروح والجسد، حال يقظته e، وأثبتت إمامته للأنبياء في بيت المقدس تلك البقعة المباركة، كما دلت هذه الروايات على مسائل عقدية كثيرة: كالجنة ووصف أهلها، والنار ووصف أهلها، إلى غير ذلك من المسائل والقضايا.