تستخدم اللغة العديد من التعابير والألفاظ للتعبير عن معنى واحد، وقد تختلف هذه الألفاظ في أشكالها وأبعادها الدلالية. في الأدب عامة والشعر على وجه الخصوص، يتم اختيار الألفاظ بعناية فائقة، بعضها يحمل معان غنية وعميقة، بينما بعضها الآخر يعبّر عن أغراض خاصة تتطلب دقة في التعبير. قد نظم الشعراء قصائدهم الحكيمة في موضوعات متنوعة مثل الموت، والحياة، والأخلاق، وغيرها. يُعدّ موضوع الموت من المواضيع المهمة التي تناولها الشعراء في أشعارهم، وقد خصصت الشاعرة الخنساء جزءاً كبيراً من أشعارها للحديث عن الموت والحزن العميق والألم المحرِق، مستلهمة في ذلك تجربة فقدان أخويها صخر ومعاوية. تتناول الخنساء موضوع الموت باستخدام ألفاظ وتراكيب متنوعة من حيث الشكل والمعنى، متناسبة مع السياقات المختلفة التي تطرقها. يتناول هذا البحث دراسة الألفاظ الدالة على الموت في شعر الخنساء، مع تحليل دلالاتها وسياقات استخدامها، وذلك من خلال منهج دلالي يسلط الضوء على العلاقة بين اللفظ والمعنى وملائمتهما. يستنتج البحث إلى أن الخنساء تستخدم مجموعة من الألفاظ ذات الدلالات الخاصة التي تتماشى مع معاني الموت، مثل "المنية"، و"الرّدَى"، و"غال"، بينما تستخدم كلمات أخرى مثل "الموت"، و"القتل"، و"الفداء" دون دلالات مميزة. كما تبرز الشاعرة في استخدام التراكيب والتماثيل الدلالية المختلفة، مثل التمثيل الضرباني والدوراني والإنتزاعي(أو الإقتلاعي)، لتجسد موت أخويها وتصوراته المختلفة.