تعتبر كلاً من "المحطة" بقلم جاو شينغ جيان و"سكة السلامة" لسعد الدين وهبة من الأعمال المسرحية الرمزية النموذجية لكلا الكاتبين. حيث تدور أحداث "المحطة" حول مجموعة من الركاب من كل مكان ينتظرون دخول الحافلة التي ستذهب بهم الى المدينة في نفس المحطة، لكنهم ينتظرون، وصول حافلة لا تأتي أبداً إلى المحطة. "الرجل الصامت" فقط هو من أدرك أن الانتظار لن يكون مجديا وغادر بهدوء. وأثناء فترة الانتظار، مرت عشر سنوات، واكتشفوا أن هذه المحطة مهجورة، وبعد كثير من التردد والشكوى، قام هؤلاء الأشخاص بالإعتناء ببعضهم . بينما تدور أحداث مسرحية "سكة السلامة" حول ركاب حافلة تائهون في صحراء مصر الغربية، حيث تقدم المسرحية نماذج بشرية يمثلها ركاب الحافلة وأخطائهم وخطاياهم. وعندما أوشكوا على الموت جوعاً وعطشاً، أعلن كل منهم التوبة وقرروا تغيير سلوكهم. تكشف الشخصيات في المسرحية تدريجياً عن ألوانها الحقيقية حيث يرتدي كل منها شخصية مصطنعة، لكن عندما تقع الأحداث نرى نفاقهم الاجتماعي الزائف.
تهدف هذه الورقة البحثية أولاً لاستخلاص موضوع الانتظار وقرائن الشخصيات والرمز واللغة والزمان والمكان وغيرها من تفاصيل العملين الدراميين من خلال استخدام نموذج "القراءة المقربة للنص" في نظرية النقد الجديدة، ومن ثم يكشف المعنى الضمني والمعنى الرمزي للانتظار في "رحلة الانتظار" من خلال تحليل التفاصيل. وثانيا، بالرغم من أن المسرحيتين قد وُلدتا في خلفيات ثقافية مختلفة تمامًا، إلا أنه يمكن العثور على أوجه تشابه في موضوعهما من حيث الشكل والمضمون، ألا وهو الانتظار والأمل من جهة والمجتمع والناس من جهة اخرى، وبالتركيز على نقاط التشابه والاختلاف، يمكن تقديم أفكار جديدة للتحليل والدراسة المقارنة بين العملين، مما يقودنا في النهاية لاستخلاص أوجه التشابه والاختلاف بين العملين.