هدفت الدراسة الحالية إلى تقديم نموذج مقترح من المنظور التربوي الإسلامي لتوعية الأطفال بكيفية مواجهة التحرش الجنسي في ضوء الاتفاقيات الدولية والتشريعات المصرية، ولتحقيق هذا الهدف اعتمدت على المنهجين الأصولي والوصفي، وتوصلت إلى عدة نتائج من أهمها: أن مشكلة التحرش الجنسي بالأطفال تعد من أخطر الجرائم الجنسية التي حرمها التشريع الإسلامي وأدانتْها التشريعات الوضعية والاتفاقيات الدولية، وكما أنها جريمة يعاقب عليها القانون، أن مفهوم التحرش الجنسي بكافة صوره وأشكاله ومعانيه واضحًا وجليًا، وهو مرادف للمراودة غير المشروعة في القرآن الكريم، وأن الأطفال الذين يتعرضون للتحرش الجنسي يعانون من مشكلات سلوكية ونفسية وانفعالية واجتماعية متعددة، كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن المناهج الدراسية في المدارس والجامعات تفتقر إلى وحدات تعليمية تركز على القيم الأخلاقية الإسلامية وتعالج الجوانب النفسية المتعلقة بالتحرش الجنسي ضد الأطفال، وأن الاقتصار على عقد بعض الدورات التدريبية والمؤتمرات الوطنية والدولية لا يُعد كافيًا لمواجهة هذه المشكلة، وضعف قيام وسائل الاتصالات الحديثة بالدور التربوي المطلوب في التوعية والتثقيف بكيفية مواجهة التحرش الجنسي بالأطفال. وأوصت الدراسة إلى ضرورة توظيف التكنولوجيا الحديثة لتوعية الأطفال بكيفية مواجهة التحرش الجنسي في ضوء توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.