يسعي البحث إلي دراسة البعد البلاغي لدلالة النهي الضمني ومجال ذلك الأحاديث التي اتفق عليها الشيخان _البخاري ومسلم _في كتاب اللؤلؤ والمرجان من خلال دراسة أحاديث العبادات من السنة النبوية الشريفة دراسة تحليلية والوقوف علي الضاغط الأسلوبي الوارد في الحديث الشريف والذي يكون الغرض منه هو جعل المتلقي يتهيأ للأمر أو النهي الصريحين أو الضمني ويجعله خاضعا له وهو يعلم الثواب أو العقاب الذي يعود عليه من هذا الفعل سواء بطلب الإلزام بالفعل أو طلب الكف عنه  .
والبلاغة النبوية لا تحتاج إلي بيان أو تعريف بقدر ما تحتاج إلي فهم وتحليل وتفسير فهي المثل الأعلى للبلاغة العربية ؛ وقد استخدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في حديثه الشريف أساليب بلاغية متعددة لإقناع المتلقي وظواهر بلاغية كثيرة من أساليب شرطية وأساليب خبرية وإنشائية وأسلوب التكرار والقسم وغيرها الكثير من الظواهر مبينّة ما ثبت منها من الألفاظ والتراكيب المستعملة في هذه الظواهر في الحديث النبوي وشرح دلالتها النبوية ،وبينت أيضا في هذا البحث الروايات الأخرى الواردة في الصحيحين  أو ما انفرد به أحدهما دون الآخر وما جاء بها من اختلاف سواء هذا الاختلاف في الألفاظ فقط دون تغيير في المعني او هذا الاختلاف بزيادة بعض الألفاظ والتراكيب علي الرواية المتفق عليها أو جاء هذا الاختلاف في راوي الحديث فقط ويرجع هذا الاختلاف إلي أسباب عديدة وأغراض مختلفة .