ويشير الباحث إلى أن التدريب بأسلوب المباريات المصغرة يشبه كثيراً ما يحدث في المباراة الكبيرة ، ولكنها تتميز بصغر المساحة وقلة العدد مما يجعل الناشئين يشعرون وكأنهم في مباراة حقيقية ، فهي توفر لهم اللعب في جو منافسة وتحت ضغط الأمر الذي يظهر مستوى الناشئ الحقيقي ، كما أن المباريات المصغرة تتميز بعاملي التشويق والإثارة هذا بالإضافة إلى أنها تقدم له مواقف عديدة تحدث داخل المباراة مما يساعده على حسن التصرف خلال المواقف التي يتعرض لها في المباراة الفعلية نفسها . ومما سبق تبلورت فكرة البحث في استخدام المباريات المصغرة لتحسين أداء الناشئين لبعض القدرات التوافقية ومن ثَمَّ تحسن المهارات المفردة والمركبة خلال المباريات ، إذ أن اللاعب الذي لديه مستوى عالٍ من القدرات التوافقية يمكنه تحقيق مستوى متطور من الأداء المهاري ، فالقدرات التوافقية ترتبط مباشرة بالأداء المهاري للاعب وتختلف عن بعضها البعض في اتجاهها الديناميكي ولا تظهر كقدرات منفردة بل ترتبط دائماً مع بعضها البعض كي تخدم في مضمونها تركيب الحركة الكلية بصورة متناسقة ، كما أن توافر مستوى جيد من القدرات التوافقية لدى اللاعب يؤدي إلى اخترال الزمن اللازم، وبالتالي يتم أداء المهارات الحركية بشكل اقتصادي في الطاقة المبذولة وكل ذلك من خلال استخدام أسلوب المباريات المصغرة ، وذلك لأن أفضل أسلوب لرفع مستوى أداء الناشئ خلال مباراة هو أسلوب المباراة نفسه أو محاكاة ظروف المباراة، ولأن أسلوب المباراة هو أسلوب تعليمي تدريبي يركز على مواطن القوة ويعالج نقاط القصور الخاصة بالناشئ بالإضافة لكونه يقدم له حلولاً ويضعه تحت ضغط المنافس خلال المباراة أو التدريب وفى نفس ظروف المباراة وهذا ما يتطابق ومتطلبات اللعب الحديث للناشئين، وكل ما سبق وجه نظر الباحث لهذا الأسلوب مما استدعى القيام بوضع برنامج تدريبي مقترح باستخدام المباريات المصغرة لتحسين مستوى القدرات التوافقية والمهارية لناشئي كرة اليد .