للفن دور فعال في المجتمع فهو يساعد في تكوين المفاهيم والأفكار بشكلٍ عام ، وتعتبر الأشغال الفنية أحد العناصر الأساسية في مجال التربية الفنية حيث يكتسب الفرد من خلالها بعض المهارات والخبرات نتيجة إستخدامه وتفاعله المباشر مع الخامات المتنوعة الأمر الذي يساعد في تنمية قدراته الإبداعية والإبتكارية ، حيث أن مجال الأشغال الفنية يتميز بتعدد وتنوع الخامات التي يمكن تطويعها لتلائم طبيعة المشغولة الفنية من خلال إستخدام العديد من الأساليب التشكيلية والتقنية والتي بدورها تتنوع وتختلف بإختلاف الدور والغرض الوظيفي من المشغولة الفنية .
والبحث الحالي يهدف إلى الإستفادة من الدلالات الرمزية والمضامين الفكرية للموروثات الثقافية لإنتاج مشغولات فنية ذات صياغات تشكيلية مبتكرة تساعد في توعية كافة فئات وطبقات المجتمع من خلال تصحيح الرؤية وتعميق الوعي الثقافي ، حيث أن تلك الدلالات والمضامين تستخدم للتعبيرعن ومفاهيم وأفكار وعقائد سائدة في المجتمع وقد يكون لها معانٍ متعددة تختلف بإختلاف طريقة التنفيذ والتعبير والتي تعتبر جزءاً مهماً في ثراء العمل الفني ، والتي لها دور فعال في توعية أفراد المجتمع ومن ثَم تساعد في علاج بعض الأمراض الإجتماعية مثل الغضب والكسل والطمع والحسد والغرور الأمر الذي يؤدي إلى نشر الوعي الثقافي والإجتماعي بين أفراد المجتمع .
وعلى ذلك ترى الباحثة أن للأشغال الفنية دور فعال في تعديل تلك السلوكيات والمعتقدات السلبية التي تؤثر بشكل سئ على المجتمع من خلال إنتاج مشغولات فنية توعوية توضح أثر تلك الموروثات على الأفراد .
وعليه تتضح مشكلة البحث من خلال التسؤال التالي :
- كيف يمكن الإستفادة من الدلالات الرمزية والمضامين الفكرية للموروثات الثقافية كمدخل لإنتاج مشغولة فنية توعوية ؟